أولت الصحف الأردنية الصادرة أمس اهتماماً كبيراً بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأردن ومحادثاته مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ونشرت على صدر صفحاتها الأولى تقارير صحافية مطولة حول الزيارة والمحادثات السعودية - الأردنية التي جرت بين خادم الحرمين الشريفين والوفد المرافق له مع المسؤولين الأردنيين في عمان ليل أول من أمس. كما نشرت هذه الصحف مقالات عدة تضمنت الترحيب بالزيارة والثناء على العلاقات السعودية - الأردنية المميزة. وأثنت صحيفة الرأي بالمستوى الذي وصلت إليه العلاقات بين الرياض وعمان، وقالت إن خادم الحرمين الشريفين المعروف بحكمته وحنكته جاء ليطلع شقيقه الملك عبدالله الثاني على جهوده الخيرة لاستعادة التضامن العربي، والذي لن يتحقق من دون تقارب والتقاء. ووصفت صحيفة «الدستور» الحفاوة التي استقبل بها خادم الحرمين الشريفين من الملك عبدالله الثاني والشعب الأردني بأنها تجسد العلاقات المميزة بين البلدين الشقيقين التي تعتبر بحق مثالاً يحتذى به للأشقاء، وتعبيراً حقيقياً عن حال التوافق التام بين القيادتين في سعيهما المتواصل لترسيخ التضامن العربي، لبلورة موقف عربي فاعل وقادر على مواجهة المشروع الصهيوني الاستئصالي، الذي يشكل خطراً على الأمة كلها ويهدد السلم العالمي. وأبرزت الصحيفة في مقال لها الدور المهم للمملكة والأردن المتمسك بالثوابت العربية، وفي مقدمها دعم ومساندة الشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله العادل لإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف، وفي التمسك بالمبادرة العربية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين في قمة بيروت 2002، ووافقت عليها القمم العربية بعد ذلك، وأصبحت بمثابة «المشروع العربي للسلام» الذي يجسد إرادة الأمة كلها في الانحياز للسلام الشامل. من جانبها، قالت صحيفة «العرب» ان زيارة خادم الحرمين الشريفين للأردن تكتسب أهمية إضافية، خصوصاً لجهة التوقيت الدقيق الذي تأتي فيه، مشيرة إلى ما يتمتع به خادم الحرمين الشريفين من صدقية واحترام في المنطقة والعالم، وما يبذله من جهد لخدمة القضايا العربية والإسلامية وفق رؤى تنهض على تعزيز ثقافة الحوار ورفض للعنف والتطرف وعدم التفريط بأي من الحقوق العربية والإسلامية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس استناداً الى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وأضافت الصحيفة تقول إن أهمية الزيارة الراهنة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين للأردن، تكمن في ما تعكسه من عمق وتميز في العلاقات الأردنية - السعودية وهي العلاقات التي لا يختلف اثنان على انها تشكل انموذجاً يحتذى به في العلاقات العربية - العربية، خصوصاً انها تقوم على مبادئ الأخوة الحقيقية والتنسيق والتشاور في مختلف القضايا والمجالات وايضاً في ما تقدم المملكة الشقيقة وقيادتها الحكيمة من دعم ومساندة للأردن. بدورها، قالت صحيفة سرايا ان العلاقات الأردنية - السعودية تطورت في عهد خادم الحرمين الشريفين والملك عبدالله الثاني لتتجاوز نطاق الأخوة العربية وترتقي إلى علاقة تعاون استراتيجي في قطاعات الاقتصاد كافة من الصناعة والتجارة والسياحة والنقل والإسكان والصحة والتعليم وغيرها من مجالات الاهتمام المشترك والتي قدمت فيها الشراكة الأردنية - السعودية في القطاعين العام والخاص نموذجاً متألقاً من التعاون العربي. وأثنت الصحيفة على التنسيق الأردني - السعودي الذي يمثل حجر الأساس في السياسة العربية المشتركة في مواجهة التحديات الإقليمية والقضايا ذات الأولوية. وأكدت الصحيفة ان أبناء الشعب الأردني يثمنون لخادم الحرمين الشريفين مواقفه في خدمة القضايا العربية والإسلامية، وقالت ان أبناء الأردن يضعون ثقتهم التامة في حكمة خادم الحرمين الشريفين وأخيه الملك عبدالله الثاني والرؤية الثاقبة التي من شأنها ترسيخ التعاون والعلاقات الإستراتيجية بين البلدين.