نص مشترك: أحمد العواضي صنعاء وأحمد قران الزهراني القاهرة كالظل أعبر قافية القصيدة.. وألم وجهي في يدي كيما أعيده وأعيد تكوين الوجوه وليس لي من ظلها الشفاف إلا أن أجيده *** تتآكل الطرقات في عين الغريب ويشرع السمار في عاداتهم حين انشقاق الليل عن نصف الكلام، يدندن السفهاء في خلواتهم، والوقت يسرق ظله، تبكي النساء الهجر والشبق المفاجئ، والغريب على سجيته، يستلهم الطرقات حتى تستفيض من الزحام، يشاكس الريح البريئة، لا يحاكي لاعب النرد الشهير، ولا يصلي في الزقاق الضيق المألوف، لا يعطي صراخ السائق المخمور وجها، لا يقول الشعر، لا يفضي بما قالته أنثى حالة النشوى، يجاري الآخرين عبوسهم، يستسهل الممشى، ويهمس للجدار بشهوة المأزوم، يشرب قهوة من نادل متأنق لا يستسيغ العابرين، ويشتهي الليمون، لكن لا يعير البائع المتجهم القسمات، يصغي للحوار الهامس الشفاف بين الطفلتين، يشاهد السياح في نصف الملابس، يرمق الكتاب في المقهى القديم يمارسون طقوسهم، كأسا، وأغنية، حديثا في النساء، جمالهن، وعشقهن، وكيدهن، وبعض شيء ليس تتسع القصيدة هاهنا للخوض فيه، حكاية في الساسة الحكماء، عمر الحاكم الفعلي، توريث الكراسي، حجم أرصدة البنات، مراهقات الابن، شيئا ليس تتسع القصيدة هاهنا للخوض فيه الآن، قولا يسقط المعنى فتكتمل القصيدة. *** كان المساء بلا حراك، والهواء يمر ما بين المباني مربكا للناس والأشياء، مجروحا كأن به أنين. نفث السيجارة، ثم أصغى مرة أخرى لهذا العالم الشفاف بين الطفلتين. ألقى بنظرته على المقهى، تحسس قلبه الريفي في حزن، تذكر بيته المنسي في أقصى الجنوب، وغاب بعض الوقت كي يسترجع الصور القديمة من رفاق العمر والمنفى، وكاد يلامس المعنى، ويكتشف القصيدة واليقين. *** عادت هواجسه تؤنبه، قرأ الصحيفة غير مكترث بما فيها، تثآب لا شعوريا، ودارى وجهه لدقيقتين كي ينسى، تبسم حينما لمح العروسة في بهاء جمالها، تستأنس الآتي، وترقص في العراء، كأنها ستعيش في هذا الفضاء الحر، موسيقى الزفاف تضج بالصخب الغنائي الحديث، الشمع يذوي في يد الأطفال، والرقصات تأخذ شكل خارطة الطريق، تمايلت في الغنج حتى أوشكت أن تستميل فؤاده، لكنه عبر الطريق محملا بالوزر، يسرح في خيال داكن، لا لون يشفي غله، لا طعم للتفاح، لا عطر يشم مذاقه، لا نسوة يغرين بالتفكير، لا حب ولا عشاق. *** ضم الهواء على الهوى تتوالد الكلمات. وأمنح خيوط الصحو خيطا من سبات. وسل الليالي كيف تقضي ليلها عشقا، وتفنى، ثم صب على الندى ماء الحياة. *** كان المساء بلا حراك والغريب على سجيته من دون قصد سار في فلك القصيدة يقرأ المعنى ويحفظ سره، ترك الشوارع مثخنات بالهموم، وصادر الأشواق في اللوحات، أعطى ظهره للعابرين، مضى لحال سبيله متألما من حالة اللا شيء، عاهد صوته المخبوء، لا ينسى ولا يشتاق. ***