رغم مرور ما يقارب ال600 يوم على كارثة سيول جدة الأولى، التي داهمت الأحياء الشرقية في الحرازات وقويزة وخلفت وراءها العديد من الخسائر البشرية والمادية، إلا أن آثار تلك الكارثة ما زالت أشبه بالجرح الغائر في وجه تلك الأحياء، بعد أن تقاعست الأمانة في تنفيذ العديد من المشاريع الخاصة بإزالة تلك الآثار، خصوصا ما يتعلق بالسفلتة وإزالة آثار السيول. ففي مدخل حي الحرازات الذي يخدم أكثر من 30 ألف نسمة من سكان تلك الأحياء الشرقية، كان المدخل الرئيسي للحي الشهير بمدخل المستقبل يحظى بسفلتة معقولة تسمح للسيارات بالمرور دون عناء حتى داهم سيل الأربعاء 8 من ذي الحجة عام 1430ه ذلك الحي، وقطعه كليا عن باقي أحياء جدة وكان مرور السيل من ذلك المدخل سببا في انقشاع الطبقة العليا للإسفلت وتحوله إلى طريق متعرج مليء بالحفر، ليضطر من يريد تجاوزه أن يمشي الهوينا خوفا على سيارته، حتى تجاوز ما يقارب الكيلو متر خلال فترة لا تقل عن ربع ساعة بعد أن كان مروره لا يستغرق أكثر من ثلاث دقائق. فواز المطيري (أحد سكان الحي) قال ل«عكاظ»: منذ أن مرت السيول من هنا ونحن نعاني أشد المعاناة من مدخل الحرازات، الذي تحول إلى طريق بشع ومشبع بالحفر والأتربة مما تسبب في أزمة سير خانقة خصوصا في أيام الدوام المدرسي. ويضيف: كان هنالك طريق مختصر تحول إليه الأهالي في بداية الأمر، ولكن مع تحديد موقع السد الخاص بوادي قوس هنالك، تم إغلاق الطريق وعدنا من جديد لمواصلة المعاناة في هذا الطريق الذي تسبب في تطفيش الأهالي. ويبدي سلطان الجهني استغرابه من تجاهل الأمانة، وبالذات بلدية أم السلم المسؤولة عن حي الحرازات، ويقول «تقدم إليهم العديد من أهالي الحي مطالبين بوضع حل لهذه المأساة، ولم يتجاوبوا طوال السنتين الماضيتين، متهمين الأمانة بالتسبب في ذلك الخلل ولم يتذكروا سفلتة الطريق إلا خلال الشهرين الماضيين». وفي الوقت الذي تذكرت الأمانة ضرورة سفلتة الطريق خلال الفترة الماضية وبدأت مشروعا لتحقيق ذلك الهدف، إلا أن المشروع الذي يسير بسرعة السلحفاء يثير حنق الأهالي الذين يستغربون سفلتة بعض الشوارع في جدة خلال 48 ساعة، في حين أن المدخل الذي لا يتجاوز الكيلومتر ما زالوا يعملون على سفلتته منذ شهرين. ويعلق عبدالرحمن عبدالله المستوري قائلا: أصبحنا نحسب حساب ربع الساعة خلال دخولنا أو خروجنا من حي الحرازات، بسبب وعورة المدخل، ومع بداية وضع الشركة للوحات استبشرنا خيرا، لكننا صدمنا من تأخرهم بشكل مبالغ فيه وفقدانهم لسرعة الإنجاز المطلوبة في المشاريع الحيوية المهمة. ويضيف: لو كان هذا المشروع في شمالي جدة لما تأخر لعامين منذ مشكلة السيل الأولى، ولوجدنا مسؤولي الأمانة يسحبون المشروع من المقاول المتقاعس، ولكن هنا في الحرازات الوضع يختلف كثيرا. من جانبه، قال مصدر مطلع في أمانة جدة إن هنالك مشروعا لسفلتة الطريق المعني ضمن مشروع سفلتة المناطق العفوية، وبرر سبب تأخر المشروع إلى رغبة الأمانة في تنفيذ مشروع متكامل للسفلتة يحوي طبقات عدة صخرية ليضمن عدم تعطله في المستقبل. ويضيف بعد الحفر تم اكتشاف وجود مياه جوفية مما تسبب في تأخر المشروع، وسيتم نزحها في القريب العاجل ومواصلة المشروع وإنهاؤه في أقرب وقت ممكن.