«يظهرون لنا بعد الكوارث» بهذه العبارة بدأ سكان وادي قوس الواقع في حي الحرازات حديثهم، بعد أن تعرضت منازلهم إلى أضرار كبيرة بفعل سيول الأسبوع الماضي. وحمّل المواطنون المتضررون في حديث إلى «الحياة» أمانة جدة مسؤولية ما حدث، كونها رفضت سابقاً طلباً تقدموا به لإنشاء سد لمنع سيول وادي قوس، إضافة إلى أنهم خارج خريطة نظام «قوقل». وأجمع سكان الأحياء المتضررة من السيول وبعض من فقدوا أسرهم، على أن إهمال الأمانة لطلبات المواطنين كان سبباً في هذه الفاجعة التي حلت بمحافظة جدة، إضافة إلى أنها نفذت مشروع «سفلتة» للمدخل الرئيس لوادي قوس، وقصت الجبل، ولم تضع «عبّارة» لتصريف سيل الوادي. وتحدّث المواطنون عن مجموعة من الأسباب الأخرى التي أدت إلى حدوث هذه الأضرار من وفيات وفقدان للممتلكات، مؤكدين أن عدداً من الطلبات قدمت إلى أمانة جدة ولم تنفذ، بل تم منعهم من الدخول إلى أروقة الأمانة. وأضافوا أن مسؤولي الأمانة كانوا يردون على طلباتنا ب«أزعجتونا ياسكان الحرازات»، معتبرين أن تجاهلها جزءاً من هذه الكارثة، خصوصاً وأن من ضمن طلباتهم إنشاء سد للوادي الذي تسبب في جريان هذه السيول وتدمير أحياء شرق جدة. وحول أسباب الكارثة أوضحوا أن أمانة جدة ارتكبت خطأً كبيراً عندما قامت بسفلتة المدخل الرئيس لوادي قوس، ولم تضع عبارة لمرور المياه، ما أدى إلى انفجار هذه المياه، مشيرين إلى أنهم طالبوا بإنشاء ثلاثة كباري بحسب المواصفات الهندسية لكنها (الأمانة) نفذت عبارة واحدة، وكانت عكس اتجاه مجرى السيل. وأشار سعدون العتيبي إلى أنهم طالبوا الأمانة بإنشاء سد لوادي قوس لكن ردهم كان «إن منازلكم عشوائية». وقال: «إحدى البحيرات التي تحوي عدداً من الجثث حالياً، سبق وأن طلبنا من الدفاع المدني ردمها، لكنها رفضت وحملت المسؤولية لأمانة جدة في حين رفضت الأمانة تسلمها». وأكد سعد بن فطين شقيق علي بن فطين الذي فقد سبعة من أسرته جراء السيول، أن الأمانة سبب في هذه الكارثة، مشيراً إلى أن الحقيقة لا تؤخذ من المواطن، إذ أبلغنا الأمانة عن هذه العبارة التي كانت عكس اتجاه السيل لكنها لم تولها أي اهتمام، إضافة إلى عدم وجود صرف صحي لهذه الأحياء. وقال إبراهيم الزهراني إنه تم المطالبة بعدد من العبارات لكنها لم تنفذ، مضيفاً أن الطريق الذي أنشأته الأمانة في مدخل وادي قوس كان سبباً رئيساً لهذه الكارثة. فيما أكد أحد سكان وادي قوس، إن هناك إهمالاً من قبل الأمانة، «فنحن لا نجد الرعاية الكاملة، خصوصاً وأن المنطقة التي نسكن فيها ليست عشوائية كما يقولون وإنما كانت نموذجية بحسب ما ذكره أمين جدة الذي سبق وأن زارها». وأوضح أن هناك نحو 2000 منزل تعرضت للأضرار جراء السيول، فقد منها ما يعادل 70 في المئة فيما هدم ما يقارب 30 في المئة، مؤكداً مطالبتهم بعدد من المشاريع ولكنها لم تنفذ. وشدد مجحود الزهراني أن وادي قوس كان سبباً رئيساً في هذه الكارثة، إذ لم تنظر أمانة جدة إلى طلبات سكان الأحياء في الحرازات والصواعد لإنشاء سد لحماية المواطنين من السيول. وقال: «نحن ضحية إهمال من قبل بعض الإدارات الحكومية، خصوصاً وأن هناك عدداً من المعاملات الموجودة التي قدمها مواطنون إلى أمانة جدة لتنفيذ بعض المشاريع الخدمية للمواطنين».