أي مواطن عربي يسافر إلى دولة غير عربية خلال هذه الفترة من هذا العام سيجد نفسه في وضع غير مريح أبدا إذا ناقشه أحد عن ما يجري في (بلاد العرب أوطاني) ولماذا استحوذت أخبارها على وسائل الإعلام في كل مكان .. هذا المواطن في الأساس يشعر بخيبة مزمنة نتيجة مشاهداته لأوضاع الحياة في غالبية دول العالم ومقارنتها بالأوضاع في عالمه. الخدمات العامة، أساليب الإدارة، نمط الحياة والتفكير، النظرة إلى المستقبل، كلها مقارنات ليست في صالح عالمه العربي في أي وقت، لكن هذا العام بالذات يضيف عبئا جديدا مرهقا ومخجلا لأي شخص يتورط في نقاش أو محاولة لشرح حيثيات الصورة العامة. فعلا، معظم الناس من غير المهتمين بالتفاصيل السياسية في تلك البلدان لا يفهمون بالضبط لماذا كل هذا الضجيج باختلاف أشكاله في أكثر الدول العربية. لن يستوعبك أحد إذا حاولت القول إن الناس تريد قدرا معقولا من الحرية، وحق المشاركة في تسيير أمور أوطانها، والحد من شريعة الحكم الفردي التسلطي الطويل، ومراقبة المال العام، وتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وغير ذلك مما هو ضمن منظومة أخلاقيات إدارة الأوطان. ستلاحقك تعبيرات الدهشة وتساؤلات العجب: وهل لا شيء من ذلك موجود؟؟ وهنا يكون المأزق أكبر لأن شرح هذا الوضع الاستثنائي يصبح أصعب، واستيعابه من قبل السائل أكثر صعوبة. أما حين ينتقل النقاش من ساحات الثورة والمطالبة بالتغيير إلى ما هو أبسط فإن الحديث يكون خارج الزمن بالنسبة لأولئك السائلين، لأنهم لن يستوعبوا أبدا أن مجتمعات في هذا الوقت ما زالت تهدر الكثير من وقتها في جدل مستمر حول عمل المرأة أو سفرها أو قيادتها للسيارة أو إدخال لغة أجنبية في نظام التعليم أو الاعتماد على علم الفلك في تحديد الشهور أو السماح للطالبات بممارسة الرياضة في المدارس، وما هو على هذه الشاكلة من المواضيع التي تتحول إلى قضايا رأي عام وخلافات فكرية صاخبة .. هنا بالذات لا يفهمنا أحد إذا حاولنا الحديث، وهنا بالذات نستطيع إثبات حقيقة واحدة لا يوجد غيرها، هي أننا في عالمنا العربي: حالتنا حالة .. وبالتالي يا أخي المواطن العربي، الأفضل لك والأكرم لبقية ماء وجهك، إذا سألك سائل عما يحدث لديك أن تشيح بوجهك وتتجاهل السؤال. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة