هي المرة الأولى التي جمعتني به، حدث ذلك مساء الخميس وأثناء انتظارنا بدء حفل جائزة المفتاحة في مدينة أبها. وجدت فيه وزيرا مثقفا واعيا ومتحدثا لبقا وإنسانا في منتهى التهذيب والتواضع واللطف. تحدثنا في أمور شتى أثراها بمعلوماته وآرائه، ولكن حين قلت له مداعبا:- أتمنى يا معالي المهندس ألا تكون غاضبا أو عاتبا على الكتاب الذين ينتقدون وزارتكم عندما تبرز بعض مشاكلها، وهنا انتفض الشخص الوديع الهادئ وعاد إلى شخصية المسؤول/ الوزير معبرا بما هو قريب من الاستياء من (كل) الكتاب، ولم تنفع محاولتي في الشفاعة للبعض منهم، الذين يكتبون دون مبالغة أو تجن، ويستندون إلى مشاهدات حية ومعلومات صحيحة .. ولحسن الحظ انتقلنا إلى مسرح الحفل قبل أن يتشعب أو يحتد النقاش هجوما ودفاعا. هذه الحادثة أرويها للتدليل على بعض مفارقات المسؤولية، فكثير من المسؤولين التنفيذيين هم على درجة كبيرة من الإدراك والوعي والثقافة والمعرفة بمجريات الواقع وحتمية النقد وضرورة احترام الرأي العام الذي يعبر عنه الطرح الإعلامي، ولكن حين يوضعون في المناصب يتحولون إلى مدافعين ومحامين عن الجهات التي يتولون مسؤوليتها بشكل فيه كثير من الحساسية البالغة، وقدر غير قليل من الحدة، وقد يتوهم بعضهم أنه مستهدف بشكل خاص، وأن الكتاب لا يخطون سطورهم إلا من أجل النيل منهم ومن كل ما تفعله وتقدمه جهاتهم، وبالتالي تبدأ العلاقة مع الإعلام وتستمر متوترة نتيجة هذا الاعتقاد الخاطئ الذي نستغربه جدا من بعض المسؤولين المثقفين الواعين المهذبين الذين أخذوا من العلم قسطا كبيرا ويعرفون أن النقد هو أحد أقوى وسائل الإصلاح والتطوير ومعالجة الأخطاء، وأنه في هذا الوقت بالذات لم تعد مجدية محاولات تبرير عدم الوفاء بالمسؤولية على أكمل وجه حين تتوفر كل المعطيات الكفيلة بأدائها. . يا إخواننا:- كلنا نتوق إلى وطن جميل، فلا تبالغوا في الحساسية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة