كعادة العرب، كان النقاش محتدما حول قضايا «الأمة» و«الأوطان» و«الأجيال» و«المستقبل»، والخيبات المتراكمة الماضية، وملامح الخيبات القادمة. أما الحاضر فإنه ضائع بكل تأكيد كما يجزم أحدهم لأننا نستهلكه في نقاش الماضي، وتبديد أية فرصة ممكنة في المستقبل.. من أقصى شرق العالم العربي إلى أقصى غربه، كان الجميع يتساءلون بنبرة عالية لماذا نحن هكذا، كانوا يطرحون السؤال بنبرة حادة مرتفعة، مع أنهم يعرفون أن ضجيج الأصوات المرتفعة كان أحد أهم الأسباب التي أهدرت الماضي، ولن تجعلنا نستفيد من أي مستقبل.. يقولون هناك خيرات كثيرة في هذا العالم العربي التعيس، لو استثمرت ما بقي فيه فقير ولا محتاج ولا عاطل ولا أمي.. وهذا قول صحيح، لكنه لماذا لم يحدث؟.. هم يجيبون أيضا، ويتضح من إجاباتهم أن السبب واضح جدا، وبديهي جدا، وأنه مع وجوده لا يمكن أن تقوم قائمة لهم. الفريق المستفيد يهمه أن يستمر الفريق الآخر في هذره وشكواه العاجزة، وبين الاستبداد والعجز يتضح احتمالات الحلول، وتستمر المجالس في إعاة إنتاج الشكاوى التي لا تتجاوز الحناجر.. وفي مثل هذا الصخب يختفي صوت العقل الذي يود أن يقول لهم أقيموا مجتمعات القانون والعدالة والحرية والمساواة، وسوف تختفي لغة الشكوى والنحيب، ستكونون فعلا «خير أمة» لو كان كبيركم كصغيركم، وقويكم كضعيفكم.. ستكونون الأقوى لو حاولتم إزالة الكراهية والأحقاد، ووأدتم في دواخلكم نوازع الانتقام والتربص وتدمير بعضكم البعض.. خيرات الأرض والسماء لن تجدي شيئا طالما نحن هكذا، وهكذا لم تعد تحتاج إلى شرح.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة