تبدو المعركة التي أطلت برأسها من خلال مباريات الأولمبياد، بين قنوات الجزيرة القطرية ومؤسسة النايل سات المصرية، معركة تستحق القراءة والتأمل في حال البلاد العربية وعلاقتها بالقانون، الذي كثيرا ما ظلمناه وجعلناه ضحية المواطن البسيط والأمي، فقد حاولت أن أجد قضية مشابهة للمكايدات التي نشأت نتيجة هذا الأمر والاتهامات المتبادلة بشأنها، فلم أجد، وعلى أي جانب كان الحق، فإن هناك من اعتدى واستغل جهازا اقتصاديا على مستوى دولي للكيد بالطرف الآخر، وهنا نطل على المأساة الأكبر، التي يمكننا تحديدها من خلال هذا الحدث، فهناك طرف لم يلتزم بعقده، أو استغل ثغرة في تعاقده للمزايدة على عواطف جماهير مغيبة عن القانون، هناك، ربما من حاول حرمان الناس من متابعة الأولمبياد، أو من حاول أن يرشو هذه الجماهير ويحرض على احتكار منشأة اقتصادية متعاقدة على أساس قانوني لبث المباريات مقابل نظام تسويق يحقق لها الفائدة، وفي الحالتين هناك من ضرب بموقعه الإداري وشرف قيادته والتزامه القانوني، عرض الحائط، واستغل منصبه للإضرار بالآخر، ويأتي السؤال هنا من يكشف الحقيقة، ومن يستغل الآخر، ومن يحاكم من، وأمام من تتم المحاكمة؟، ولأن المسألة في رأيي مرتبطة بالوعي والنضج الإنساني والقانوني والأخلاقي فقد شاهدت البارحة حوارا على الإخبارية السعودية، يناقش قضية استبعاد الاتحاد العراقي للأدباء والكتاب العرب، من الاتحاد العام للكتاب العرب، بصفة أنها دولة تحت الاحتلال، وقد يكون الموضوع قابلا للنقاش، والتقييم، ولكن المشكلة تطل برأسها حين نسأل السادة المختلفين حول هذا الموضوع، سؤالا بسيطا، إلى من نحتكم، وما هو القانون الذي سيطبق حين يصدر الحكم، ومن سيكون ملزما به، لا في الإعلام ولا الثقافة ولا الاقتصاد سيكون هناك قانون، ما لم يكن هناك مواطن عربي يشعر أن ما يحميه هو القانون المطبق بعدالة وأن سيادته هي التي تجعله في أمان، وليست سيادة من سانده في هذا الموقع أو ذاك.. سيادة المحسوبية، والعجرفة والتعالي على الإنسان بوصفه جزءا من قطيع لا يدري من يدير شؤونه.. في بلد نعتبرها من أعرق البلدان العربية في استقلال القضاء، وحماية حقوق الآخرين، تنشر وسائل إعلامها بكل بساطة إعلانات في صحفها السيارة، تروج لسرقة الحقوق من هذه الوسيلة أو تلك، ويشاهد غالبية مواطنيها قنوات محمية بحقوق البث، عبر توزيعها للمباني والمجمعات باشتراكات مزيفة، هذا في بلد القضاء فيه الذي له صولاته وجولاته، وتاريخة العريق، فكيف ببلدان أخرى؟؟ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة