لديهم رخص من الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية يقومون بسداد رسوم 1100 ريال سنويا ولكن دون فائدة «فلا فعاليات تقام ولا سباقات، اختفت أصواتنا ونحن ننادي بالالتفات إلينا والنظر إلينا بعين الاعتبار، صرخنا وصرخنا وليس هناك من إجابة تشفي صدورنا وتتبنى مواهبنا». هكذا بدأ شباب هواة تعديل وتزيين السيارات عندما التقتهم «عكاظ» الشباب في أشهر شارع في جدة شارع التحلية غرب جدة تراهم متراصين على جانب الطريق يتهامسون ويتبادلون الضحكات، ربما أغلبهم لا يعرف الآخر ولكن حبهم وعشقهم للسيارات هو ما يجمعهم كل نهاية أسبوع، للاستعراض بشكل السيارة بفخامة الديكور الداخلي والخارجي، أو التعديل المتطور والمتناهي الدقة، الذي يقدمون الكثير من ميزانيتهم المادية على هذه السيارات وقد صل حد صرف على سيارة قديمة لا تتجاوز قيمتها الحقيقية بضعة آلاف معدودة، إلا أن تاريخها الكلاسيكي يشفع لها. أتمنى الاهتمام أحمد باقاسي يهوى تعديل السيارات منذ نعومة أظفاره لدرجة الهوس فهو شاب يعمل ويكافح ويصرف الكثير والكثير في سبيل إمتاع رغبته تجاه السيارات يقول أحمد «أصرف مبالغ طائلة في سبيل إرضاء هوايتي ولكن أكثر ما يحز في نفسي هو عدم وجود حلبات للسباق والاستعراض في بلدنا هنا المملكة رغم أن هذه الهواية تعتبر في الخارج من الرياضات المهمة والتي لها جانب اهتمام كبير من قبل المسؤولين في رعاية الشباب هناك بل وتقام لها المسابقات الدولية وعلى أعلى المستويات سواء من ناحية التنظيم أو الدعم المادي والمعنوي ربما تصل لملايين الدولارات ويجنون من قبلها الكثير. ويضيف أحمد: أكاد أجزم لو أن رجال الأعمال والمسؤولين في الجهات المعنية لدينا، نظروا إلينا بعين الاعتبار، أسوة بكرة القدم لكنا الآن في الصفوف الأولى على مستوى العالم في رياضة هواة تعديل وتطوير السيارات. ويشير باقاسي إلى أنهم يدفعون سنويا 1100 ريال مقابل تجديد رخصهم من الاتحاد السعودي للسيارات والدرجات النارية فقط لكي يكونوا رسميين في جانب تطوير وتعديل السيارات فقط دون أدنى فائدة تذكر فليس هناك حلبات وأماكن مخصصة لنا ولا شيء يذكر أبدا فقط مجرد رخصة نضعها في محافظنا مثلها مثل بطاقة الأحوال ورخصة السير لا أقل ولا أكثر». عبر الإنترنت أمير منصور (24 عاما، خريج كلية التقنية قسم ميكانيكا ويدرس حاليا في جامعة الملك عبدالعزيز سنة تحضيرية ) يقول أمير شاركت في العديد من السباقات وصلت ل15 مشاركة حتى حصلت على رخصة مزاولة سباق من دبي ورخصة من رعاية الشباب. يضيف أمير أعشق وأهوى السرعة وتعديل وتطوير السيارات منذ كنت صغيرا وكثيرا ما كنت أتمنى المشاركة في سباق أو حتى تعديل للسيارات ولكن كثيرا ما أصدم بأنه ليس هناك مكان مخصص لنا في المملكة كشباب هاوي بهذا الجانب، انزعجت كثيرا حاولت مرارا وتكرارا أن استوعب الموضوع ولكن بلا فائدة، بحثت في الإنترنت فوجدت شبابا كثيرا مثلي يهتمون بالسيارات فرحت كثيرا أصبحت أتواصل معهم ولكنني وبصراحة صدمت بالواقع فنادرا ما تقام فعاليات سباق واستعراض للسيارات لدينا ولا أعلم ماهو السبب الرئيس وراء هذا رغم كثرة جمهور ومحبي هذه الهواية. ويشير أمير إلى أنه يهوى السيارات الحديثة ذات السرعة العالية والقوة الحصانية الجبارة ولا يهوى كثرة الإكسسوارات بقدر ما يلفت نظره قوة ماكينة السيارة وخاصة السيارات السبور ذات الباب الواحد. ويشاركه الرأي والاهتمام كل من عبدالرحمن باقاسي ومهدي الصبحي وعبدالوهاب السنوسي وفيصل الجبالي بقولهم نعشق السيارات السريعة والتي لا يوجد تكلف من ناحية الإكسسوارات والديكور فأكثر ما يلفت نظرنا أولا هو منظر السيارة الخارجي وقوة ماكينتها وصوتها الهادر العالي والقوي، وكثيرا ما تجمعنا السيارات وبعد ذلك لا نتواصل كثيرا، وباستطاعتنا التواصل عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي الإنترنت. أهوى الكلاسيك عبدالله محمد هو الوحيد الذي صادفناه متميزا في سيارته فقد ابتعد عن السيارات ذات الموديلات الحديثة وقرر اختيار سيارة كلاسيكية أمريكية قديمة الصنع يعود موديلها للثمانينات، يقول عبدالله: أهوى السيارات الكلاسيكية القديمة ذات الإمكانات البسيطة وغير المكلفة، ولكن في المقابل تعديلها وتطويرها يستهلك مني الكثير جدا فالسيارات القديمة والكلاسيكية تتميز بطابع كبر حجمها الخارجي ومساحتها الشاسعة من الداخل، وأكثر مايشدني لها جودتها ومتانتها والتي نطلق عليها مسمى (لورايد – تعبيرا عن السيارات المنخفضة) فهي جميلة الصنع رغم قدم تاريخها المصنعي إلا أنني بعض الأحيان أجد اهتماما كبيرا من قبل الشباب عكس توقعاتي وذلك عندما نقوم برص سياراتنا بجانب بعضها البعض في شارع التحلية وذلك للاستعراض ولفت النظر وإرضاء غرورنا في هذه الهواية، أجد شريحة كبيرة من الشباب ينجذب للسيارات القديمة بشكل غريب فإن دل ذلك فإنه يدل على براعة اهتمامي في هذا الجانب. ولا يبتعد عنه كثيرا شريف الغامدي وفهد الأحمدي حيث قالا تستهوينا السيارات الكلاسيكية بعيدا عن السيارات الإسبور ولكن بشرط حداثة الموديل فنحن لا نحب الموديلات القديمة، وبصراحة أكثر ما يجمعنا هنا في شارع التحلية هي الهواية فقط بعد ذلك الكل منشغل بهمومه وأعماله الخاصة وكثيرا ما تجعلنا هذه الهواية نتعرض بأشخاص جدد كل أسبوع وعند سؤالنا من أين عرفتم أماكن تواجدنا يجيبون إما عن طريق الإنترنت أو عن طريق السمع من شخص لآخر لدرجة أن هناك أشخاصا يأتون من خارج جدة كل نهاية أسبوع لكي يشاهدوا الجديد في عالم تطوير وتعديل السيارات، ولكن وبصراحة نحن شباب نتمنى الاهتمام بنا وبموهبتنا ودعمنا أضف إلى ذلك أغلب من يعشقون هذه الهواية لديهم المال ولكن ليس هناك اهتمام بجانب توفير الأماكن المخصصة لقيامنا فيه بفعاليات تخص هذا الجانب. يقول شريف «كانت هناك حلبة سباق وحيدة في جدة ولم تدم طويلا ولدى سؤالنا عن السبب لم نعرفه للآن» ويشاطره فهد نفس الشعور كنت أتمنى مثلي مثل أي شاب يعشق هواية تعديل وتطوير السيارات استمرار موقع حلبة السباق والاستعراض التي كانت موجودة في جدة ولكن لا أعلم سبب إلغاءه فلماذا كل هذا الظلم ناحيتنا ألا نستحق الاهتمام والنظر لمواهبنا حتى يتسنى لنا رفع اسم المملكة عاليا في العالم أجمع.