حسمت الدورة ال 38 لوزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي الذي تستضيفه العاصمة الكازاخستانية أستانه، موضوع تغيير اسم وشعار المنظمة المعلق منذ سنوات، وتوافقت آراء الأعضاء ال57 على تغيير المسمى إلى «منظمة التعاون الإسلامي»، واعتماد شعار جديد بدلا عن السابق تتوسطه الكعبة المشرفة. وكانت الدورة قد انطلقت أمس بحضور الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزار باييف، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين أحسان أوغلي، وتختتم غدا. ويعكس المسمى الجديد تحولا نوعيا في أداء المنظمة، وارتقاء كبيرا ببرامجها كمنظومة دولية تعمل في شتى المجالات السياسية والاقتصادية. وكان الحضور الفسيفسائي الذي يمثل المشاركين قد شكل أنموذجا مصغرا للحج، وذلك لتنوع أعراق ودول وقارات المنظمة من العرب والأفارقة والآسيويين، ومع ذلك فإن التمثيل الوزاري لا يوازي التحديات التي تواجهها دول المنظمة، ولكنها تعبر بشكل دقيق عن حال الأمة. وقدم الرئيس الكازاخستاني نور باييف في كلمته أمام الاجتماع جملة من المقترحات عكست إيمانه الكبير بأداء المنظمة وطاقاتها الكامنة. وتقدم نزار باييف، باقتراح زيادة تمثيل منظمة التعاون الإسلامي في مجموعة ال20، لتمكينها من الدفاع عن مواقفها في القضايا الحيوية على المستوى العالمي. من جانبه، وجه إحسان أوغلي رسالة للعالم يدعوه فيها للاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف. وأكد دعم المنظمة للحوار الوطني الشامل في مملكة البحرين، بغية الوصول إلى الإجماع الوطني المنشود، وجدد في الوقت نفسه دعوته لجميع الأطراف في البحرين للاستجابة بإيجابية مع دعوات الحوار، وإيلاء الأولوية لمصالح البحرين الوطنية والعليا. وكانت الدورة قد بدأت بكلمة وزير خارجية طاجاكستان رئيس الدورة السابقة، تناول فيها أهم إنجازات المنظمة في الدورة السابقة وما تواجهه الدورة الحالية من تحديات لما يمر به العالم من تحديات ومن ضمنه العالم الإسلامي. من جانبه، أوضح سفير خادم الحرمين الشريفين في كازاخستان عبدالمجيد حكيم في حديثه ل«عكاظ» أن كازاخستان ستكون الشريك الاقتصادي للمملكة في مجال الاستثمار، باعتبارها من الدول الخمس الأولى في زراعة القمح والشعير، كما أن تجربتها رائدة في مجال استغلال الطاقة الشمسية ستكون مفيدة للمملكة في دخولها في هذا المجال. ووصف العلاقات بين البلدين ب«الإيجابية» وحققت إنجازات كبيرة في فترة قصيرة، مبينا أن المملكة تنال تقديرا كبيرا من القيادة والشعب الكازاخستاني لما وجدته من دعم من المملكة بعد استقلال كازاخستان عن الاتحاد السوفيتي، آخرها إنشاء مستشفى للسرطان في كازاخستان بدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.