ظل أحد المرضى في محافظة العارضة - كما يقول - يراجع قسم الأشعة في المستشفى العام في المحافظة لعدة أيام، وفي كل مرة يعود وهو يحمل آلامه نظرا لأن جهاز الأشعة متعطل، هذه واحدة من المعاناة التي تصادف مراجعي مستشفى العارضة العام في شرقي منطقة جازان. وأجمع عدد من المواطنين على أن سعة المستشفى التي تبلغ 50 سريرا قليلة بالنسبة لحجم سكان المحافظة، كما أكدوا غياب النظافة وأنه في بعض الأحيان تعتذر لهم صيدلية المستشفى من عدم توافر الوصفة الطبية التي يكتبها الطبيب. وفي هذا السياق، قال محمد جابر إنه قام باصطحاب والده إلى قسم العيون وحضر في وقت مبكر وشهد بأم عينيه مدى تكدس المراجعين وانتظارهم الدخول للأطباء. ومن جانبه، قال أحمد الحريصي إنه قدم بطفله إلى قسم الطوارئ في المستشفى جراء تعرضه لآلام حادة في البطن فجرى تنويمه مع طفلين آخرين على سرير واحد في أجواء غير صحية. فيما قال أحمد العبدلي، والذي يأتي من مسافة تبعد أكثر من 30 كيلو مترا لمراجعة عيادة العظام، إن قسم العظام به طبيب واحد يراجعه يوميا أكثر من 50 مريضا مما يجعل المريض يراجع لأكثر من مرة حتى يتمكن من مقابلة الطبيب، وعندما يكون أخصائي العظام لديه عملية يغلق القسم في ذلك اليوم. ومن جانبه، اشتكى علي حريصي من غياب النظافة في المستشفى، خاصة في غرف التنويم والطوارئ مما أدى لوجود بيئة مناسبة لتكاثر البعوض والحشرات. وقال نايف عبدالله إن طاقة المستشفى لا تسع كل المرضى كما أن الضيق يسبب الكثير من المعاناة للمراجعين، حيث تجدهم يتكدسون في صالة ضيقة. حيث يضطر البعض الذهاب إلى مستشفيات المنطقة الأخرى، وطالب بضرورة العمل على زيادة السعة السريرية للمستشفى الذي يراجعه أكثر من مواطني 40 قرية تتبع لمحافظة العارضة، مضيفا أن غياب إدارة المستشفى يزيد من تلك المعاناة، حيث يقول على حد تعبيره إنه كلما ذهب إلى مدير المستشفى لشرح معاناته يتعذر الموظف بعدم وجوده إضافة إلى تعطل أجهزة الأشعة والمختبر مما يجعل المريض ينتظر فترة طويلة للحصول على التحليل الخاص به والذي يتم إرساله إلى أحد المستشفيات المجاورة. إلى ذلك أوضح المتحدث الإعلامي في صحة جازان جبريل القبي أن «مستشفى العارضة من فئة المستشفيات ذات 50 سريرا مكونا من طابقين، ولمحدودية سعة المستشفى يتم توزيعه على هيئة غرف مستقلة وليس هناك دمج بين الأقسام، أما بالنسبة للنظافة فتتم متابعتها يوميا من قبل إدارة المستشفى وعمل تقارير دورية عن أي خلل فيها إن وجد ومحاسبة الشركة، وبالنسبة لنقص الأدوية فإن صحة جازان ترى وجود أي نقص في الأدوية هو خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وقد تم وضع لوحات على جميع صيدليات المستشفيات والمراكز بها جميع أرقام المسؤولين، وفي حالة عدم توافر الدواء سيتم توفيره على حساب صحة جازان إن كان غير متوافر في إدارتها».