يشكل تردي الخدمات الصحية في مستشفيات جازان هاجسا يؤرق السكان والمراجعين في مختلف المحافظات، في ظل تواضع حال المستشفيات بسبب غياب المتابعة، قلة الخدمات، المحسوبيات التي تدخلت حتى في حياة المرضى. وأبدى عدد من المرضى والمراجعين للمستشفيات العامة في منطقة جازان انزعاجهم من سوء الخدمات الطبية المقدمة حيث أصبح على المريض الانتظار لعدة ساعات أمام عيادات الطبيب وخاصة في أقسام العظام والأطفال حيث يعاني كبار السن والعجزة من غياب الاهتمام والمتابعة. وبات من نصيب المراجع أن يظل ثلاثة أشهر للوصل إلى موعد يمكنه من مقابلة الطبيب أو الحصول على سرير في غرف التنويم. ويطغى على مستشفيات جازان، منظر الطوابير الطويلة داخل ممرات المستشفيات، تهالك بعض الكراسي والعربات في داخلها بالإضافة إلى غياب النظافة عن أسرة التنويم والطوارئ. وأظهرت حالات عديدة وقفت عليها «عكاظ» في مستشفى الملك فهد في جازان ومستشفيات جازان، أبو عريش، أحد المسارحة، بيش، وصامطة العامة ومن خلال أقسام الطوارئ والعيادات الخارجية اكتظاظها بالمرضى وحالات تم تنويمها في الممرات إضافة إلى عدم وجود إجراءات الفحص السريع. «أتيت إلى مستشفى الملك فهد على موعد سابق حصلت عليه قبل ثلاثة أشهر وها أنا ذا أحاول الدخول على الطبيب من أجل آلام حصوة الكلى»ة هكذا شرح المريض جابر الفيفي. فيما قال علي أحمد أنه قدم إلى مستشفى جازان العام لأخذ موعد لطفلته التي تعاني من الصرع لكنه تفاجأ بإعطائه موعد بعد شهرين وبعد شفاعة قوية على حد تعبيره تم تغيير الموعد من شهرين إلى ثلاثة أيام. ويسرد أحمد عطيف قصته قائلا «أتيت بشقيقتي إلى طوارئ مستشفى أحد المسارحة العام جراء إصابتها بآلام شديدة في البطن وبعد طابور طويل من الانتظار تم متابعة حالتها في الممر وإعطاؤها المغذي لعدم توفر كراسي». وانتقد علي حمدي وضع مستشفى صامطة وسوء الخدمات الطبية المقدمة فيه موضحا أنه بعد مراجعته إلى إحدى العيادات، استنادا على موعد مسبق، طلب منه شراء الدواء من الخارج لعدم تواجده داخل صيدلية المستشفى مما كلفه ذلك ماديا. ويروي أحمد عبدالله أنه ذهب بزوجته إلى مستشفى أبو عريش جراء إصابتها بصداع شديد وطلب منها أخذ أشعة من قبل الطبيب المعالج وبعد وصول الموعد الذي مضى عليه شهر ظهر أن فني المختبر يطلب منه أشعة للحوض وليس للرأس بسبب خطأ وقع فيه الطبيب مما جعله ينتظر موعدا آخر لإجراء الأشعة لزوجته المريضة. واستغربت عائشة محمد، تجاهل الكوادر الطبية، وهي تؤكد تعرض قريبة لها لمرض لم يستطع الأطباء اكتشافه في مستشفى الملك فهد في جازان ما اضطر أسرتها إلى نقلها لمستشفى خاص في أبها ومن ثم العودة بها من جديد إلى جازان وأدخلت مستشفى الملك فهد وأصبح الأطباء بدلا من الكشف عليها ومعرفة حالتها يصرفون لها العلاج بناء على تقارير المستشفى السابق حتى ماتت. ولم يكن مستشفى بيش بأحسن حالا من مستشفيات المنطقة حيث يعاني المراجعون بعد الدوام الرسمي من غياب الأطباء وبعض الإداريين وتبدو الطوارئ والعيادات الخارجية متكدسة بالمرضى والواسطة هي الفيصل في ذلك. إزاء ذلك أكد الناطق الإعلامي في صحة جازان جبريل القبي أنه لم يصل الشؤون الصحية أي شكاوى من قبل المواطنين تفيد بتردي الخدمات في مستشفيات المنطقة.