مع دخول فصل الصيف خاصة في المدينةالمنورة ومكة المكرمة، وتقلبات الأجواء الحارة والترابية على بعض المناطق، وتزامن ذلك مع الإجازة الصيفية ومواسم المهرجانات في المناطق السياحية مثل الطائف وأبها وعسير والشرقية، واقتراب شهر رمضان، ووجود آلاف المعتمرين والزوار من جميع الجنسيات، تستعد هيئة الهلال الأحمر السعودي للاضطلاع بدورها في مجال الخدمات الطبية الإسعافية، فيما تتلقى غرفة العمليات آلاف البلاغات في اليوم الواحد لطلب المساعدة الإسعافية، ما يتطلب مضاعفة عدد الفرق العاملة بالميدان في بعض المناطق السكانية ذات الكثافة المرتفعة، لتتمكن من الاستجابة للحالات الطارئة، ودعم الحالات الطارئة الأكثر ارتفاعا؛ كصعوبة التنفس والربو الشعبي وفقدان الوعي، وارتفاع معدلات إصابات الحوادث المرورية، فضلا عن الحالات التي تعاني من الأمراض القلبية، والحالات المصابة بأمراض تنفسية وهضمية وضربات الشمس بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة لحالات الإغماء والتسمم. ويعكس كل ذلك ما تقدمه هيئة الهلال الأحمر السعودي من خدمات إسعافية لمحتاجيها من المواطنين والمقيمين، إضافة إلى أعمالها الإنسانية داخليا وخارجيا، باستخدام طائرات الإسعاف الجوي بما تحتويه من تجهيزات، ومعدات طبية، بالإضافة إلى عربة القيادة المركزية التي تتم من خلالها متابعة وإدارة الكوارث، والحوادث الجسيمة حيث تم تجهيزها كي تؤدي الأعمال المناطة بها بطريقة حديثة. وتمثل غرفة العمليات المركزية في الإدارة العامة لهيئة الهلال الأحمر السعودي في الرياض الشريان الحيوي لمتابعة جميع البلاغات التي ترد إلى جميع مراكز الهيئة في كافة المناطق، حيث تستقبل غرفة العمليات أكثر من ثلاثة آلاف بلاغ يوميا في جميع مناطق المملكة خلال اليوم الواحد، وتأتي الرياض في مقدمة المناطق بأكثر من 500 اتصال يوميا. مراقبة التجاوب إلى ذلك اعتبر مدير إدارة الطوارئ والكوارث في الهيئة ناصر المحيميد، الغرفة المركزية المراقبة لكل المراكز التابعة للهيئة وعددها 16 مركزا، أن المركز يراقب سير العمل في جميع الغرف في المناطق من حيث سرعة الاستجابة وخط سير سيارة الإسعاف عبر الأقمار الصناعية، وأن تصل للموقع حسب المخطط له والبالغ عشر دقائق. وأضاف المحيميد أن الغرفة تدخل البيانات وتستقبلها وتصدر التقارير الخاصة بكل غرفة والإحصائيات الدقيقة حول البلاغات ونوعها، وتحويلها من ثم للإدارة الطبية لمراقبة طريقة العمل، وكشف الأخطاء، والعمل على تجاوزها، مشيرا إلى أن غرف العمليات في المناطق تستقبل العديد من الاتصالات غير الصحيحة والكاذبة، ولكنها تتعامل مع جميع البلاغات على أساس أنها صحيحة وتتخذ الخطوات القانونية بحق المخالفين، خاصة أن هناك تقنية تظهر الموقع الذي يتصل منه المبلغ ورقم الهاتف الذي يتصل منه، وكلها خطوات لحفظ حقوق المبلغ والهيئة، وحتى لا يضيع الجهد وأن يصل للمستحقين من المرضى ومصابي الحوادث والأزمات الصحية في المنازل، بهدف الحفاظ على حياة المواطن والمقيم خاصة أن هذه الأمور تسبب إزعاجا للعاملين في غرف العمليات، فبحسب الإحصائيات أنه لا بد من الوصول إلى مركز البلاغ خلال عشر دقائق حتى لا تتعرض حياة المريض للخطر، كاشفا أن غرفة العمليات الخاصة بالإسعاف الطائر مستقلة تماما عن غرفة العمليات المركزية الحالية. وقال مدير العلاقات العامة في هيئة الهلال الأحمر والمتحدث الرسمي باسمها أحمد باريان أن الهيئة تستخدم التقنيات الحديثة ذات التكنولوجيا المتقدمة في تطوير خدماتها، مشيرا إلى أن الغرفة المركزية تعمل بها كوادر مؤهلة وعلى أعلى مستوى، وأن هناك كاميرات مراقبة داخل غرف العمليات من أجل تجويد الأداء وسرعته ودقته، لافتا أن هناك سيارات خاصة بفرق التدخل السريع مزودة بمختلف الأجهزة الطبية لمباشرة الحوادث قبل وصول سيارات الإسعاف، إضافة للمراكز الإسعافية المتنقلة التي يتم اللجوء إليها كمراكز مؤقتة خلال مواسم الحج والعمرة والإجازات، فضلا عن سيارات الإسعاف الحديثة التي تم تأمينها للهيئة وتزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية، كي تتناسب مع طبيعة الحالات الإسعافية، موضحا أن غرفة العمليات المركزية تصدر اسم المبلغ ورقمه وعنوانه من أجل سرعة الوصول إلى الحالة المرضية، فيما يختلف عدد البلاغات بين المدن الرئيسة والمحافظات الصغيرة والطرق السريعة، مؤكدا أن الهيئة تبذل جهودا ضخمة لسرعة العمل والإنجاز وتطوير قدرات العاملين عبر الدورات التدريبية وورش العمل، مناشدا المواطنين والمقيمين بالتخفيف من الضغط على الخط الساخن وعدم ملاحقة سيارات الإسعاف والتجمهر في حالة الحوادث، لافتا أن هذه الأمور تمثل أبرز المشاكل التي تواجه الإسعاف وعدم تمكينه من أداء واجباته.