كشف مدير المعهد الفدرالي الألماني للمراقبة الصحية راينهارد بورغر أمس، إن الإصابة ببكتيريا آي كولاي المسببة لإسهالات قاتلة والتي أدت إلى وفاة 30 شخصا في أوروبا، ناجمة عن بذور نابتة نيئة، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقد أمس في برلين بمشاركة ممثلين عن ثلاثة معاهد صحية فدرالية تراقب الأزمة المتعلقة بالبكتيريا. ولفت المسؤول الذي يدير معهد روبرت كوخ، إلى أن التحاليل أظهرت أن «فرص الإصابة بالإسهال النزفي وبأعراض أخرى من عدوى البكتيريا آي كولاي كانت تسعة أضعاف لدى الذين تناولوا تلك البذور عمن لم يتناولوها». وأبدى الأطباء المختصون مخاوفهم من تحور بكتيريا «أي كولاي» بعد تزايد الإصابات في أوروبا واتخاذها سلالات جديدة. وفي الوقت نفسه دعوا إلى عدم إهمال تناول السلطة الخضراء التي تلعب دورا حيويا في تنظيم آلية وحركة الجهاز الهضمي ويجنب تعرض الفرد إلى مشاكل الإمساك. نداء الأطباء جاء بعد انتشار بكتيريا إي كولاي أو مايعرف ببكتريا الخيار المنتشرة في أوروبا. ورأى استشاري التغذية الدكتور خالد المدني، أن تجنب الفرد في تناول الخضار قد يؤدي إلى انعكاسات غير صحية على آلية الجهاز الهضمي، خصوصا أن الخضار تحتوي على عناصر وفيتامينات ومعادن وألياف ضرورية للجسم، وخصوصا أن محتويات الخضار تعمل على تجنب الإمساك. وأشار د.المدني أن إي كولاي هي نوع من البكتيريا تعيش في أمعاء الإنسان والحيوان، قد تكون غير مؤذية، ولكن يمكن لبعض سلالات هذه البكتيريا أن تنتج نوعا من السموم تسبب مرضا مميتا بين البشر، وعادة يصاب الناس بهذه البكتيريا بعد تناول اللحوم غير المطهوة، أو أكل الخضراوات المزروعة في الأراضي الملوثة. وفي سياق متصل، أوضح أخصائي الجلدية الدكتور هيثم محمود شاولي، أن معظم سلالات بكتريا أي كولاى غير ممرضة، ومفيدة حيث إنها تعيش في الأمعاء وتمد الإنسان بفيتامين b وk إلا أن العلماء يخشون من تحور البكتريا المسالمة، والمفيدة للأمعاء إلى سلالة من أشرس السلالات باسم اشيريشيا كولاى لأن التركيبة الداخلية لهذة البكتريا يتكون من مزيج نوعين من البكتريا، وهذا ما يفسر سر شراستها وعدم استجابتها للعلاج، وهذه السلالة اللعينة التي روعت ألمانيا وأوروبا تعرف باسم سلالة شيجا المفرزة للسموم وبمقدور هذه السلالة الالتصاق في جدران أمعاء المرضى ليتسنى لها إفراز سمومها، مما يسبب التهابات معوية حادة ومغص شديد وإسهال دموي والقيء واضطرابات عصبية، أما في الحالات الحادة فإنها تسبب تحلل مكونات الدم وانطلاق البولينا ومهاجمة الكلى مما يؤدى إلى الفشل الكلوى واعتلال وظائف أعضاء الجسم وإلى الغيبوبة وربما إلى السكتة الدماغية. ونوه إلى وحول الوقاية أكد شاولي، أن الوقاية تركز على غسل الخضراوات وغسل الآيدى جيدا، وذلك بإضافة الخل إلى الخضراوات لقتل البكتريا، أما المسافرين إلى أوروبا، فإن خير نصيحة هي، أن المرض غير معدٍ ولكن سهل الإصابة به من خلال تناول الخضراوات والفواكه، لذا فإنه يجب الحرص على غسل الخضراوات والفواكه جيدا، وضرورة مراجعة أقرب مستشفى عند الشعور بأي أعراض مرضية.