سمع كثير من الدعاة إلى الله سبحانه أن من أنواع الاستشفاء بالقرآن الاستشفاء به من الأمراض البدنية، وكان موقنا بذلك لكنه لم يأخذ به وقرأ من قصص العلماء ما يثبت انتفاعهم بالرقى من القرآن في شفاء الأبدان، ومن ذلك القصص قصة جرت للإمام ابن القيم نفسه وملخصها أنه شكا علة بدنية أوهنت قواه وهو في مكة فقرأ الفاتحة مرارا بقصد التداوي بها ورقى نفسه بذلك حتى تم له الشفاء. وبعد حين عزم صاحبنا على سلوك طلب التعافي بالقرآن من مرض بدني ألم به لم يجد له الأطباء دواء فاعلا ناجعا في حصول الشفاء. فأخذ يقرأ ويكرر الآيات «سورة الفاتحة»، «أوائل سورة البقرة، وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة»، و «المعوذتين» وآيات أخرى بحسب ما تيسر له قراءته. وفي كل يوم تتحسن صحته وتعود له قواه شيئا فشيئا ويشعر بالنشاط ومزيد من الحيوية حتى أتم له سبحانه ما أمله من صحة وعافية. أحبتي القراء إننا نحن المسلمين جعل الله لنا من جوده وكرمه كتابه نورا وهدى ودستورا في الحياة وقائدا وواعظا ومذكرا وشفاء وعافية من الأمراض التي تصيب الأرواح والأبدان، وجميعنا يعلم هذا ويوقن به، قال سبحانه: «وننزل من القرآنِ ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا»، سورة الإسراء، آية 82.. وقال سبحانه: «قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء»، سورة فصلت آية 44.. وروى الشيخان في صحيحيهما واللفظ لمسلم: « عن أبى سعيد الخدرى قال: نزلنا منزلا فأتتنا امرأة فقالت: إن سيد الحي سليم لدغ فهل فيكم من راق فقام معها رجل منا ما كنا نظنه يحسن رقية فرقاه بفاتحة الكتاب فبرئ فأعطوه غنما وسقونا لبنا، فقلنا: أكنت تحسن رقية، فقال: ما رقيته إلا بفاتحة الكتاب، قال: فقلت لا تحركوها حتى نأتى النبي صلى الله عليه وسلم . فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له. فقال: « ما كان يدريه أنها رقية، اقسموا واضربوا لي بسهم معكم ». فتأمل كيف تعافى اللديغ من سم زعاف دخل بدنه وكاد يودي بحياته، إنه القرآن كلام الله، كما أنه شفاء لما في الصدور وشفاء للإنسان مما يصيبه من سحر وحسد فهو شفاء كذلك للأبدان مما يصيبها من أمراض. ولا تعجب إذا قلت لك إن رجلا مرض ابنه بمرض السرطان وبعد إخبار الطبيب للوالد بذلك عزم الوالد أن يرقي ابنه فختم القرآن مرتين راقيا ابنه بذلك ولما أجرى مختبر المستشفى التحاليل لتقييم حالة المريض وجدوا تحسنا ظاهرا ملموسا كبيرا. وهذا الإعجاز القرآني ولله الحمد مبثوثة أخباره في الناس ولا يكذبه إلا من عميت بصيرته، ولا حرج أبدا في أن يأخذ المسلم بالتداوي بالأسباب المادية من أدوية طبية ويأخذ بالتداوي بالقرآن من كل داء، ثم إن كل من أراد الانتفاع بالرقية الشرعية يجب عليه أن يحقق التوكل وصدق اللجوء إليه سبحانه، وصدق التيقن بأن هذا القرآن شفاء.. والله على كل شيء قدير. * المشرف على الدعوة والإرشاد في منطقة المدينةالمنورة [email protected]