رغم أن حي الحراقين بالحوبة الذي يقع على بعد 40 كم شرق محافظة وادي الدواسر من الأحياء الحيوية، إلا أنه يفتقر لبعض الخدمات المهمة التي تسبب قلقا كبيرا ومعاناة متواصلة لسكانه الذين عبروا ل «عكاظ» عن استيائهم وتذمرهم الشديد من القصور الواضح في أداء الجهات المعنية بتقديم الخدمات البلدية والصحية والتعليمية، بالرغم من مطالبهم المتكررة على مدار 25 عاما مضت لتوفير خدمات أساسية، مشيرين إلى أن أولوية المطالب الحالية تتمثل في أهمية تشغيل شبكة المياه والصرف الصحي نظرا لحاجتهم الماسة والملحة لذلك، مضيفين بأن هذا القصور في الأداء يوحي بأن حي الحراقين من الأحياء المنسية التي لم تحظ باهتمام المسؤولين في الجهات المعنية في محافظة وادي الدواسر. بداية تحدث المواطن فنيس بن عبدالله الدوسري عن افتقار الحي للمدارس بشقيها البنين والبنات، مما دفعهم إلى الحاق أبنائهم بمدارس بعيدة وخارج الحي، قائلا شكل ذلك لهم خطورة كبيرة خلال الذهاب والعودة لاسيما أن المدارس التي يذهبون إليها تبعد عنهم أكثر من 20 كم، حيث يتعرضون يوميا إلى مخاطر لا حدود لها كالحوادث المرورية وغيرها. وأشار الدوسري إلى معاناة أولياء أمور الطلاب الذين يقومون بنقل أبنائهم الطلبة والطالبات على سياراتهم الخاصة يوميا لتلك المدارس التي تقع في أماكن متفرقة، متكبدين خسائر جسيمة خاصة أن معظمهم من كبار السن وحالتهم الصحية هزيلة والمادية بسيطة للغاية، بالإضافة إلى المخاطر الناجمة من استخدام البعض للطريق السريع الذي يفتقر إلى أبسط وسائل السلامة والإرشادات المرورية المطلوبة، بجانب استخدام الطريق بكثافة من قبل قائدي الشاحنات والسيارات التي تقودها عمالة وافدة وأخرى لنقل الأعلاف؛ كون المنطقة من المناطق الزراعية بالإضافة إلى الخوف الذي يسببه استخدام البعض الآخر للطريق السريع الدولي القادم من الرياض إلى أبها، مستعيدا شريطا لذكريات مؤلمة وحوادث جسيمة راح ضحيتها عدد من الأنفس البريئة جراء الحوادث المرورية. وأضاف: لقد طلبنا نحن أهالي الحي ومنذ 25 عاما بحل هذه المشكلة دون أي تجاوب من المسؤولين في الجهات المختصة، ونجدد الآن مناشدتنا للمسؤولين في «التربية» لوضع حد لهذه المعاناة بفتح مدارس للبنين والبنات في الحي أسوة بالهجر والقرى الأخرى. وزاد الدوسري بمرارة أنه تم افتتاح مدارس في أحياء من المحافظة بعد المطالبات المتكررة، إلا أنه لم يتم الالتفات لحي الحراقين.. ووجه نداء كولي أمر لعدد من الطلاب والطالبات وكمواطن بالحي لسمو وزير التربية والتعليم بتلبية مطالب أهالي حي الحراقين وافتتاح مدارس بشقيها بنين وبنات في إطار حرصه على دفع عجلة التربية والتعليم في كافة مدن ومحافظات وقرى المملكة. الخدمات الصحية من جانبه قال بطي بن محمد الدوسري إن بالحي عددا من المرافق الحكومية وجامع ومسجد للعيد، إلا أنه لا تتوفر به أية خدمات صحية كمستوصف أو مركز صحي، وقد طالبنا بذلك منذ أكثر من 20 عاما دون أن نجد آذنا صاغية، وهذا الأمر يدفع سكان الحي الذين يعانون من أجل الحصول على خدمة صحية إلى قطع نحو «60» كيلو مترا ذهابا وعودة إلى أقرب مستوصف. وعدد المواطن حسن بن مسرع الدوسري النقص في بعض الخدمات البلدية قائلا: إن معظم شوارع الحي تنقصها خدمات السفلتة والأرصفة والإنارة والتشجير والنظافة، في وقت يعتبر فيه الحي واجهة للمحافظة من المدخل الشرقي مع ازدحامه بالسكان، مع تكاثر البعوض والناموس وسط إهمال وتراخ من الجهة المختصة في بلدية محافظة وادي الدواسر، حيث لا وجود لأي مكافحة تذكر مما حدا بسكان الحي لشراء المبيدات الحشرية المخصصة في مكافحة البعوض بالرغم من ارتفاع أسعارها وعلى الرغم من أن بلدية وادي الدواسر تقوم برش أحياء أخرى مجاورة لحي الحراقين، ملقيا باللوم على بعض التصرفات الفردية والمحسوبية والمجاملات. هواتف الإسقاط وشكا عدد من السكان عن معاناتهم من شركات الجوال والهاتف الثابت، مشيرين بأنهم لا ينعمون إلا بهواتف الإسقاط دون أن يستفيدوا من خدمات الإنترنت التي انتشرت في كافة مناطق ومحافظات المملكة. وعبروا عن أملهم في توفير وتشغيل شبكة ال «دي سي إل» في أسرع وقت ممكن وتشغيل خدمة الجيل الثالث لكافة خدمات الجوال بكافة شرائحه. إلى ذلك، تحدث خالد محمد خالد قائلا بأن سكان حي الحراقين يطلبون ويلتمسون منذ عدة سنوات الحصول على بعض الخدمات التنموية والخدمية تقيهم وتكفيهم عناء الحصول عليها من محافظة وادي الدواسر التي تبعد عنهم أكثر من 80 كيلو مترا ذهابا وعودة، ويأملون افتتاح مركز شرطة وتكثيف الدوريات الأمنية في الحي، حيث تنتشر العمالة المخالفة لنظام الإقامة والعمل بشكل لافت للجميع. تكدس النفايات كما ينتظر الأهالي افتتاح مركز للدفاع المدني، حيث يشير مسرع ملفي الدوسري إلى الحاجة الماسه لافتتاحه بعد أن طال انتظاره وبعد مطالبات عديدة، قائلا إن أقرب مركز للدفاع المدني يقع في الدواسر مما يؤخر سرعة وصول الفرق عند حدوث حرائق. أما المواطن محمد سعد شعوان فقد تحدث عن أهمية افتتاح مستشفى وتشجير الحي وتطويره مثل بقية أحياء المحافظة، مضيفا بأن حي الحراقين يعاني من تكدس واضح للنفايات وبعض المخلفات. وأثناء الجولة التي قامت بها «عكاظ» في الحي رصدت أيضا عددا كبيرا من الشباب يمارسون رياضة كرة القدم في ملاعب ترابية تفتقد لأبسط مقومات السلامة، وطالبوا بإنشاء ملاعب متخصصة وحديقة تخدم الأهالي بصفة عامة والشباب على وجه الخصوص أسوة بالأحياء الأخرى. ومن جهته اعتبر رئيس قسم صحة البيئة ببلدية وادي الدواسر فهد سعيد العثمان عندما رفعنا له مطالب الأهالي، بأن هذا الحي يمثل مجموعة من المساكن التابعة لحي الجوبه. أما عن عملية الرش فأشار إلى أن ذلك يصعب في الأماكن المكشوفة والتي توجد داخل المزارع.