أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب أن هناك من نصب نفسه سلفيا بتحميل أعماله الخارجة عن الدين على «السلفية» حتى صار الإعلام يصفهم بالإرهابيين، فأصبحت السلفية مسبة وجريمة يلاحق أتباعها، مبينا أن الأمة تؤتي من جهل أبنائها لذلك سعى أعداء الإسلام لاستغلال ذلك. وقال آل طالب في خطبة الجمعة أمس في المسجد الحرام: أيها المسلمون سلفكم هو محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته من بعده حريصون على جمع الكلمة ووحدة الصف وتقوية الدين، مؤكدا أن الانتساب للسلف ليس دعوى يدعيها شخص أو جماعة، بل هي وحدة وإجماع واتباع للقرآن والسنة. وبين أن منهج السلف الصالح هو الإسلام، الذي أمر به رسولنا صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أنه شريعة الله وعقيدته التي أمر بها، والتي حددها القرآن والسنة. وأشار إلى أن الأصل أن يكون كل مسلم على نهج السلف، ويجب أن لا تكون الخلافات في بعض الفروع سببا للفرقة، مؤكدا أن الوحي تسرب من الأمة بقدر ما تسربت لها البدع والخلافات، فلا سبيل إلا بوحدة الأمة والعودة إلى الإسلام الصافي المبني على الكتاب والسنة، وأن الخلاف الذي يقع في المسائل الخلافية يجب ألا يبعد المسلمين على وحدتهم التي تستمد من الكتاب والسنة. من جهة أخرى، دان إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح بن محمد البدير ما تشهده دون العالم الإسلامي من قتل وتعذيب وقمع، وقال إن الأحداث المتلاحقة والوقائع المتوالية التي يشهدها العالم الإسلامي وشاهدها العالم كيف استخدمت آلة الحرب والقمع والتعذيب والتنكيل بحق الضعفة العزل والشيوخ والأطفال والنساء، في صور من الوحشية، لا يجتمع عليها إلا عديم الرحمة وفاقد العقل. واستدل على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم «كل المسلم على المسلم حرام»، وبقوله «المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله»، وبقوله «المسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، ويرد عليهم أقصاهم، وهم يد على من سواهم. ألا لا يقتل مسلم بكافر، ولا ذو عهد في عهده». ووصف البدير هذه الأحداث بأنها أحداث تمتحن بها القلوب وتبتلى بها النفوس، ليعلم الله من يقف مع المظلوم في وجه الظالم، ومن يقف مع السنة في وجه البدعة، مستشهدا بقوله تعالى: «وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز».