لم تمنع مباراة الاتحاد والهلال المثقفين ومحبي الشاعر الراحل أحمد قنديل من الحضور البارحة الأولى في الأمسية الاحتفائية التي نظمها أدبي جدة في مقر النادي بحي الشاطئ. الأمسية بدأت بكلمة رحب من خلالها رئيس النادي الدكتور عبدالمحسن القحطاني بالحضور من المثقفين وأهل الشاعر الراحل. واستمع الحضور لنبذة مختصرة عن السيرة الذاتية للدكتورة فاطمة عبدالجبار والدكتور عبدالله بانقيب اللذين شاركا بورقتين عن حياة وشعر المحتفى به، واستعرض التقرير أهم الشهادات والدورات التي حصلا عليها، وأهم المناصب التي تقلداها باعتبارهما من سيتحدث عن القنديل، إثر ذلك عبرت الدكتورة فاطمة عبدالجبار عن سعادتها البالغة بالمشاركة في تكريم القنديل، وعرضت مشاهد من حياته وأبرز آثاره الشعرية والشعبية، كما تغنت ببعض من أبيات الشعر الخاصة به والتي كان بعضها إسلاميا والآخر غزليا والبعض منها عبر عن حب الوطن وغيرها من الأغراض الشعرية. وأضافت «أن الشعر الحلمنتيشي كان مشهورا عند القنديل والذي عرف بشاعر القناديل، وأضافت أنها خلال دراستها قد تحدثت عن الراحل كشاعر أبدع في الشعر الفصيح بقدر إبداعه في الشعر الحلمنتيشي أو العامي، كما اعتبرت أن الشعر الحلمنتيشي لا يعتبر منافسا لأي نوع من أنواع الشعر، حيث إن كل نوع من أنواع الشعر له رونقه وله دوره ومجاله». من جانبه، قدم الدكتور عبدالله بانقيب ورقة تحدث فيها عن حياة القنديل، ولادته، نشأته وبواكير شعره، كما تطرق فيها لمواضيع الشعر التي طرحها القنديل في شعره وقد قام بعرض بعض أعمال الراحل وما قيل في إنتاجه وأعماله وتطرق لكتابي القنديل المزينان بالصور والمختصان بالشعر الضاحك وكتبه الأخرى. وأكد بانقيب ل «عكاظ» أن القيمة الفنية للشعر الحلمنتيشي تكمن في تعبيره عن روح وحياة المجتمع حيث إنه نابع من ثقافة المجتمع وهاجس حياته اليومية، وعند سؤاله عما إذا كان هذا النوع من الشعر يمثل خطرا على الشعر الفصيح، أكد أن الأدب الشفوي هو أدب لا نستطيع التحلل منه وهو موجود، مبينا أن المشكلة تكمن في كيفية التعامل مع هذا الأدب، كما اعتبر أنه لا يمثل خطرا وليس مضادا للشعر الفصيح. أما عن غياب الشعر الحلمنتيشي عن الساحة فقد أرجع بانقيب السبب إلى وجود اللهجات العامية في المناطق الأخرى واكتساحها للساحة مثل الشعر النبطي النجدي، حيث تم تسليط الضوء عليها أكثر من غيرها. هذا وقد حضر الحفل العديد من الشخصيات الثقافية والأدبية البارزة، بالإضافة إلى عائلة الشاعر الراحل أحمد قنديل، وقد تم خلال الحفل توزيع كتاب أحمد قنديل حياته وشعره والذي ألفته الدكتورة فاطمة عبدالجبار، وقام النادي الأدبي بإصدار كتاب «سردية الشعر» والذي جمع فيه ديواني «الراعي والمطر وقاطع الطريق»، وتم توزيعه على الحضور.