احتفى النادي الأدبي في جدة مساء الثلثاء الماضي بالأديب والإعلامي الراحل أحمد قنديل، وسط حضور عدد من الإعلاميين والمثقفين وأسرة الراحل ممثلة بنجله أمل، وأدارها الأمسية الدكتور يوسف العارف، وقدّمت الدكتورة فاطمة عبدالجبار ورقة عن قنديل وصفت شعره بأنه «لم يدع باباً من أبواب الشعر إلا طرقه ولا درباً من دروبه إلا سلكه، إذ طرق باب الإسلاميات والغزل والوصف والوطنيات والرثاء والمديح والمناجاة والنصح والإخوانيات، فضلاً عن الحنين إلى الماضي وشكوى الزمان»، وقالت إن «شعره لم يخلُ من الحكم والأمثال» مضيفة: «تتلألأ إسلامياته في ملحمته الإسلامية (الزهراء) التي بلغ عدد أبياتها 1250 بيتاً، وفيها تحدث عن مكانة الجزيرة العربية الدينية والروحية، كما تجلت إسلامياته في عدد من القصائد مثل (مكتي قبلتي) و(العظيم صلاح الدين الأيوبي) و(صوت الحجاز)»، وتابعت أن قنديل «نظم معظم شعره على النهج العربي القديم، كما نظم قصائد متغيّرة الروي والقافية ما بين مثلثات ومربعات ومخمسات ومسدسات وغير ذلك»، معللة ذلك بأنه - رحمه الله - رغب في التنويع للحد من رتابة القافية، وأنه تأثر بالمحدثين من أمثال شعراء المهجر وأبوللو والديوان، كما ساير شعراء التجديد الذين مالوا إلى التحرر من قيود الوزن والقافية، ونتيجة لذلك التأثر أخذ الشاعر يخوض تجربة الشعر الحر متحمساً لها. من جهته، قال الدكتور عبدالله بانقيب إن بواكير شعر قنديل الأولى في الخمسينات بشَّرت بميلاد شاعر كبير، ما جعل أحد معاصريه يقول: «أودّ أن أذكر أنّ معظم من عرفت من الشعراء والكتاب الموهوبين كانت بواكيرهم الأولى تنبئ عن نهاياتهم العظيمة، ولعل الشاعر أو الكاتب الأصيل تولد معه الموهبة، فإذا استطاع التعبير ظهرت بذور هذه الموهبة في بواكيره الأولى، وما تلبث هذه الموهبة أن تتمكن وتتجلى بالدراسة والتجارب». وزاد بانقيب: «هو شاعر مبدع ظهر إبداعه في القصائد الأولى التي نشرت له في صوت الحجاز في الخمسينات، وتميز عن كثير من أدباء جيله بأنه كان يوالي النظم والكتابة كما يوالي النشر إما في الصحف أو في دواوين خاصة بكل مجموعة شعرية»، وأضاف أن الحديث عن شعبية قنديل يعود لما عرف عنه من الشعر الضاحك الذي كان ينشره كل صباح في صحيفة «البلاد» ثم في صحيفة «عكاظ» بعنوان «قناديل»، قبل أن ينشره في أسلوب نثري في أعوامه الأخيرة في صحيفة «البلاد» بعنوان «قناديل ملونة». وقال: «إن هذه القناديل الشعرية كانت سبب شهرته على المستوى الشعبي، وجعلت منه شاعراً شعبياً محبوباً يتحدث عنه الناس، وأوجدت له قراء كثيرين يتابعون ما ينشر له ويتفكهون به ويتحدثون عنه في مجالسهم ومنتدياتهم»، موضحاً تميّز شعره بالنقد الساخر لأوجه الحياة اليومية التي يعاني منها الناس ولا يملكون شيئاً لتغييرها أو إصلاحها. وشهدت الأمسية عرضاً مسموعاً لبعض برامج الراحل مثل: حكاية - قناديل – أغنية جدة التي كان يقدمها على أثير الإذاعة السعودية، كما وزع النادي ديوانيه «الراعي والمطر» و«قاطع الطريق».