وهبنا الله عز وجل 92 مادة طبيعية تبدأ بأخفها وهو غاز الهيدروجين وتنتهي بأثقلها وهو معدن اليورانيوم. وهناك مجموعات كبيرة من المواد مستقرة وهادئة و«في حالها» كالبشر الذين لا يرغبون في إثارة المشاكل لدرجة أنهم لا يتفاعلون مع الآخرين، أبدا ومنها مثلا غاز «الهليوم» وعائلته الشهيرة بالغازات الخاملة ومنها «الزينون» و«الأرجون» و«النيون». ولكننا نجد في الجانب الآخر مواد تريد أن تتشاكل مع كل من «هب ودب» كبعض الموظفين الذين يفيق بخصام في منزله ليحمله طوال اليوم ويوزعه على كل من يراه أو يتعامل معه: في الشارع والمكتب، وربما في المدرسة، ثم يعود بالنكد إلى منزله. وعلى رأس هذه المواد تجد اليوارنيوم. فهي مادة مشبعة بكمية نيوترونات رهيبة بداخل نواتها، لدرجة أن ذلك «الحشر» لا يحتمل، فتلجأ تلك المكونات الصغيرة للهروب بأساليب متعددة. وهذا ملخص مبدأ الاشعاع النووي، فلا توجد مادة طبيعية تنحشر فيها كمية هائلة من الطاقة كما هو الوضع بداخل اليوارنيوم فهي دائما على «الحرك رك» وعلى حافة «الطرشقة». تخيل مثلا أن لو لديك كمية من اليوانيوم النقي بحجم التاء المربوطة في هذ الجملة، ستكفي هذه لتوفير طاقة كافية لإضاءة مدينة متوسطة الحجم لمدة يوم على الأقل. ولو لديك كمية بحجم حبة واحدة من الرمان الطائفي الفاخر، وبتركيز 20 % أو أكثر، فستكون كافية لتدميرها. وكان هذا هو وضع القنبلة الذرية التي دمرت «هيروشيما» في أغسطس عام 1945. ولكن الأمور التي تقف عند «عتبة» الطرشقة لا تقتصر على عالم العلوم فحسب، فلو نظرت إلى تاريخ أحد أسوأ الحروب في تاريخ البشرية وهي الحرب العالمية الأولى، ستجد أن أوروبا كانت على «الحرك رك» بالرغم أن الانطباع السائد هو أن الدنيا كانت «بخير»، بل وكانت تهيمن على العالم بأكمله طمأنينة وهمية، وبالذات في أوروبا. تخيل مثلا أن حكام أوربا كانوا جماعة «عمك خالك». وتحديدا فإليكم العلاقات بين الأسر الحاكمة في أوروبا عشية الحرب العالمية الأولى: كان الملك الإنجليزي إدوارد السابع هو «العمو الكبير» لحكام أوروبا. كان عم حاكم ألمانيا القيصر وليام. وكان أيضا زوج عمه حاكم روسيا «الزار نيقولاس الثاني»، وكان أبا لملكة النرويج «موض»، وكان عم «أينا» ملكة إسبانيا، وعم ملكة رومانيا «ماري»، هذا بالإضافة إلى «رشات» من أولاد العمومة حول البلاط الملكي في دول أوروبا المختلفة. فمن الصعب جدا أن يتخيل المرء أن هذه الشلة المترابطة بالدم وبالقرابات الحميمة بالزواج ستدخل في عراك دموي يشترك فيه أكثر من سبعين مليون إنسان في أحد أكبر الصراعات الدموية في تاريخ البشرية، والتي ذهب ضحيتها أكثر من 15 مليون نفس بشرية على مدى فترة أربع سنوات من 1914 إلى 1918. وهناك أهم من كل ما جاء أعلاه، فوضعنا العالم اليوم قد يبدو وكأنه على ما يرام، ولكنه يحتوى على العديد من عوامل «الطرشقة» فلن تهدأ إسرائيل نحو التغيرات في المنطقة وخصوصا أن هناك ما يهدد حصولها على الدعم المادي السنوي من الولاياتالمتحدة. ولذا فستلجأ إلى أسطوانتها القديمة عن تهديد كيانها ورميها في البحر وكونها الدولة «الديمقراطية» الوحيدة في المنطقة الساعية للسلام .. ياسلام... وهكذا. أمنية في خضم كل الكلام الخطير والتصريحات العديدة التي سمعناها خلال الأسبوع الماضي يبقي السؤال الكبير حول بيت المقدس، متى سيدرك العالم أن القضية أكبر بكثير من كونها صراعا بين دولتين؟ فهي قضية مبدأ حول أرض مقدسة لا تقدر بثمن، لا تباع ولا تشترى، ولا يتساوم عليها.. أتمنى أن يتذكر الجميع أنها تعكس مقدار صحوة الضمير العالمي، أمس واليوم وكل يوم.. والله من وراء القصد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة