انتقد خبير سعودي مختص في اقتصاديات المباني الخضراء، شركات الخرسانة الجاهزة التي يصل عددها إلى أكثر من 350 شركة في المملكة وأكثر من 17 مصنعا للأسمنت لعدم استخدامها مادة البوزولان في السوق المحلية، مقدرا حجم السوق العالمية للمباني الخضراء لعام 2010 م ب500 مليار دولار (1.9 تريليون ريال) مع معدلات نمو 25 إلى 30 في المائة سنويا، (ما عدا شركة سعودية واحدة فقط) ويستخدمها فقط ثلاثة مصانع للأسمنت. وقال ل«عكاظ» رئيس اللجنة التأسيسية للمجلس السعودي للمباني الخضراء المهندس سلطان فادن إن المجلس يسعى بكافة جهوده وخبراته إلى مرحلة (تخضير) السوق التي توفر الخرسانة، من خلال رفع مستوى الوعي العام لدى الصناع والمصممين والمقاولين، وإنجاح استخدام الخرسانة الخضراء والمستدامة وتحقيق المعادلة الاقتصادية، مطالبا بنشر ثقافة المباني الخضراء لما لها من فوائد جمة وتوفر مئات الملايين من الريالات سنويا للاقتصاد الوطني. وأكد أن هناك اتجاها من شركات ومصنعين لمواد وتقنيات البناء الأخضر في السوق المحلية لم يكن موجودا قبل سنتين، ومثال على ذلك يوجد حاليا ثلاث شركات تقدم دهانات خضراء صديقة للبيئة لم تكن متوفرة من قبل وهي خطوة إيجابية في هذا الخصوص، مشيرا إلى أن السوق تخطت مرحلة إيجاد كود للبناء الأخضر والخرسانة الخضراء؛ فمثلا كود البناء السعودي ومنذ بدايته منذ أكثر من 25 عاما يوصي باستخدام مادة البوزولان (رمادبركاني) عند تحضير الخرسانة، نظرا لتوفر هذه المادة بالحرات في المنطقة الغربية في المملكة، وهي مادة ممتازة تزيد من قوة وكفاءة الخرسانة وقليلة الانبعاثات الضارة وتستهلك طاقة أقل للتصنيع. وقال إن المنتديات المتعددة التي تقام على مستوى المملكة تساهم في نشر مبادئ التنمية المستدامة في البيئة العمرانية في المملكة التي هي أهم أهداف البناء الأخضر؛ بهدف الاستفادة من التجارب والخبرات العالمية، خصوصا أن مفاهيم البناء الأخضر تعتبر جديدة في المملكة، وهي لا ترتبط فقط بناحية الحفاظ على البيئة بل تتعداه إلى تطبيق مفاهيم البناء بالطرق الصحيحة. وأضاف: إن آخر الإحصاءات تشير إلى أن ما بين خمسة إلى ثمانية في المائة من إفرازات غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو تأتي من تحضير مادة الخرسانة وحدها، وهي أعلى نسبة لمادة بناء مستقلة ونحن في المنطقة نشاطر هذه المسؤولية كون الخرسانة هي تقريبا مادة البناء الأولى الأكثر استخداما، وثانيا بسبب زيادة إنتاج واستخدام الخرسانة في الفترة الحالية لتغطية الطلب العالي للمشاريع الإنشائية الضخمة في المنطقة، حيث أكبر منتج لمادة الخرسانة في منطقة الخليج هي شركة سعودية تنتج لوحدها أكثر من خمسة ملايين متر مكعب سنويا. يشار إلى أن المجلس السعودي للمباني الخضراء صدرت الموافقة على تأسيسيه من قبل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وهو من منظمات المجتمع المدني مهمته تحوير وتطوير طرق البناء الحالية إلى وسائل صديقة للبيئة وأكثر كفاءة وتهتم بالصحة العامة.