طالب المشاركون في منتدى صناعة العمران في ختام أعماله في جدة أمس، بنشر ثقافة الجودة الشاملة في تنفيذ مشاريع البنية التحتية في المدن، وشددوا على أهمية الاستفادة من مناهج الهندسة القيمية والبرمجة الهندسية في تخطيط المشاريع، واستخدام العناصر القياسية في بناء المساكن، والمحافظة على البيئة في تنفيذ المشاريع من أجل تحقيق التنمية المستدامة. وقال رئيس المنتدى المهندس عبد الله خوجه: «إن هذه التظاهرة أطلقها المجلس السعودي للجودة في المنطقة الغربية، ضمن معرض البناء والديكور السعودي التاسع عشر، بمشاركة ستة مهندسين بارزين»، وبين المهندس صالح العشيش من شعبة الهندسة القيمية، أهمية التصاميم الفنية في المساكن الاقتصادية، وقال رئيس اللجنة التأسيسية للمباني الخضراء المهندس سلطان فادن في محاضرة بعنوان: «مفهوم المباني الخضراء»، إن الناس في معظم أنحاء العالم أصبحوا يتجمعون في المدن الكبرى تاركين القرى والأرياف، مستشهدا بدراسة تشير إلى أنه في عام 2050م سيعيش 80 في المائة من سكان الأرض في المدن الكبرى، لافتا إلى أن هذ الزحف يسبب التكدس والاكتظاط السكاني ويخلق ما يعرف بالعشوائيات وفي مدن مشهورة مثل ريودي جانيرو ومومباي وغيرها، وكنتيجة لهذا الاكتظاظ يصبح هناك عجز في الخدمات العامة، لعدم تناسب معدلات النمو السكاني مع معدلات نمو الخدمات. وبين أن الدراسات تشير إلى أن 5-8 في المائة من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون أتى من مادة الخرسانة وطريقة تحضيرها، وأن الاسمنت يعتبر من المسببات الخمس الأوائل لمرض السرطان، مستدركا أن المصممين والمهندسين يتحملون جزءا من هذه المسؤولية، وذلك لعدم الاستخدام الصحيح والأمثل لمادة الخرسانة والإفراط فيها أيضا. وقال: «إن المباني الخضراء صديقة للبيئة، اقتصادية، ذات جودة صحية اجتماعية»، مضيفا أن البناء الأخضر هو أحد مظاهر التوجه نحو الحياة الخضراء الأكثر طبيعة والأقل مواد كيميائية، مثل مواد التجميل والتنظيف الخضراء والسيارات الخضراء والمأكولات العضوية. من جانبه، تطرق المهندس سعود الأحمدي نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين في محاضرة عن «التأهيل المهني» لنظام الاعتماد المهني للمهندسين، وبين أن الهيئة تتطلع لصدور نظام المهنة في جميع التخصصات الهندسية، مشيرا إلى أن عدد المهندسين السعوديين في المملكة يقدر ب 130 ألف مهندس ونسبة السعوديين 20 في المائة فقط.