يعد متحف التراث الإنساني بمكة المكرمة واحدا من سلسلة المتاحف الوطنية التي أنشئت لخدمة الموروث السعودي بشكل عام والمنطقة بشكل خاص، ويضم أكبر عدد من الأثريات القديمة التي تعود إلى العهد السعودي، كما يحوي عددا من الأثريات القيمة والقطع الثمينة والعملات المعدنية والورقية التي لا تقدر بثمن. مجدوع الغامدي (معلم وإداري متقاعد) هو مؤسس هذا المتحف، والذي أكد على أنه يهوى جمع التراث، فكان يجمع ويحفظ ما يقع تحت يده من قطع أثرية، حيث تفرغ بشكل كامل خلال السنوات الماضية لجمع التراث، فتحصل على كمية كبيرة من الأثريات حتى ضاق بها مسكنه ولم يعد يجد لها مكانا، فأنشأ متحفه الذي أسماه متحف التراث الإنساني. ويشير الغامدي الذي التقته “شمس” أنه بدأ يطور هذا المتحف ويوسع نشاطاته، وذلك بجمع قطع تمثل أنواع التراث جميعها من ملبوسات من مختلف مناطق السعودية والدول الأخرى، كما حرص على جمع أدوات الحرف المهنية من زراعة ونجارة وحدادة وخياطة. وأوضح أنه اهتم أيضا بجمع الأجهزة الكهربائية من مسجلات وتليفونات ومكاوي تعمل بالفحم والجاز، وعدد كبير جدا من الاسطوانات، كما جمع الأواني المنزلية من أباريق وصحون وغيرها، وجمع كذلك كمية كبيرة من السلاح الأبيض من سيوف ورماح وجنابي بأنواعها المختلفة، وحرص أيضا على وجود السلاح الذي يعتمد على البارود مثل: البنادق الهوائية واللا هوائية والمسدسات التي تعود لمئات السنين، كما يحوي متحفه أيضا آلات موسيقية تعود لأزمان سابقة مثل الكمنجة والعود والطبل والمزامير وغيرها الكثير. وتمكن مجدوع الغامدي إضافة إلى ذلك من جمع آلاف من العملات الورقية والمعدنية بجميع أنواعها، منها ما يعود للدولة الأموية والعباسية وغيرهما، منها المعدنية والورقية، كذلك يحوي متحفه مخطوطات ومنشورات ثمينة وقيمة مثل القرآن الكريم بمختلف الخطوط في أزمنة متعددة، وكذلك الكتب الدينية والمنشورات مثل: الصحف والكتب الدراسية القديمة والقرارات الحكومية وغيرها. ويشمل متحف التراث الإنساني الخشبيات مثل الأبواب والشبابيك القديمة وغيرها، كما يحوي النقوش الحميرية والقطع الفخارية والحفريات، والأعداد الأولى من الصحف القديمة كصحيفة صوت الحجاز وريش والحرم والقبلة، كما يضم عشر صخور قديمة بها نقوش. ويهدف مجدوع الغامدي من متحفه الذي تأسس عام 2004 إلى تعريف الشباب بتراثهم القديم ومساعدتهم في بحوثهم كمعدي رسائل الماجستير والباحثين والمصممين، حيث يطمح إلى جعل المتحف مرجعا لكل من أراد معرفة تراث أجداده، مشيرا إلى أنه ظل 40 عاما يجمع هذه المقتنيات التي يعدها أغنى ما يملك.