كما يراها الجميع تم تعقيدها وهي بسيطة جدا، ألغاز وحروف وأرقام بلا معنى وحشر لأسماء لا أصل لها ولا واقع ولا صلة لها بأي رمز من رموز بلادنا (على محسن)، (وحلة أم العريان)، (أسعد فقيه)، (مصطفى جلال) وغيرها من الأسماء، مما يمكنك في جولة عشوائية أن تشاهده مكتوبا هنا وهناك. (2ش 3 ق) يجاور الاسم في لوحة أو لوحتين كلفت ميزانية الدولة الشيء الكثير، وأخيرا لا تمثل تلك اللوحة الخضراء سوى مجرد مشروع ميت لا يستفيد منه أحد. سألنا الكثير هل حدث وأن حددت لقاء على ضوء تلك المسميات، وهل تجاوب معك أي جهاز خدمي احتجت إليه وفق تلك الأسماء المبهمة وتلك الحروف والأرقام؟ الجميع أجابنا مثلما تتوقعون أنتم بالنفي و النفي المتألم, أحدهم قال: من هو (علي محسن) أو( مصطفى جلال) حتى يكتب اسماهما على تلك اللوحة وتنصب هناك، لعلهم (عمال) شاركوا في تثبيت تلك اللوحة فكرموا بوضع أسمائهم على حوائط بيوتنا وفي مداخل شوارعنا، هكذا كانت بعض ردود الفعل لمشروع تسمية شوارع جدة في بعض الأحياء، وكما أقول دائما: المسألة بسيطة لكن هناك من أزم بساطتها بتلك الحروف وتلك الأسماء المجهولة وكان بالإمكان استعمال الحروف الأبجدية في تسمية الأحياء والأرقام في تحديد الشارع ورقم المنزل تماما مثلما هو معمول به لدى غيرنا. هل هناك صعوبة في مشروع تسمية كهذا، وهل هو صعب للدرجة التي تجعلنا نسمي شارعا بشارع (حلة أم العريان )؟ عموما دعونا نعيش نبض الناس فماذا قالوا: أسماء بلا معنى الشاب محمد علي المالكي في جدة، ابتسم في البداية حينما رددت على مسمعه اسم الشارع المجاور للموقع الذي كان يقف فيه وقلت متسائلا: هل تعرف لي شارع (أسعد الفقية) أو (حي الجامعة 3 ش 2 ق ) ضحك وقال: أنت (تمزح والا أيه) وقال: والله إنني لا أعلم مثلما لا يعلم الكل عن اسم (الشارع) الذي يقع عليه منزل صديقي، وأنا لا أسكن هنا بالمناسبة، ولكن قدمت من أجل صديق لي لم يذكر لي في وصفه عنوان بيته واسم الشارع بالوصف الذي تبحث عنه، فقد وصف صديقي معلم بيته، بأسماء المحال التجارية وبعض المعالم وأشكال المنازل المجاورة له فأنا مثلي مثل الآخرين، أعرف أسماء الشوارع الرئيسة التي تحمل أسماء شخصيات معروفة، أما أسماء الشوارع والأزقة لا أنظر إليها، فهذا الشارع اسمه (عبد الجليل) بالله من هو (عبد الجليل)! ولماذا لم يكتب اسم أبيه أو لقبه؟! ويشاطره في الحديث إسماعيل با سعد في جدة، قائلا: هذه اللوحات تحمل رموزا وأسماء لا نعرف عنها شيئا، ولم يسبق لنا أن سمعنا بها، وليتها كانت أسماء من التاريخ لهان الأمر وسكتنا، فمثلا هذا الشارع عرفه المسؤولون باسم شارع (مصطفى جلال) فمن يكون مصطفى جلال؟ وإن كنت أعتقد أن هذا الاسم هو اسم وضع كيفما اتفق، ولهذا لا أذكر أنني فكرت في يوم ما أن أحدد عنواني وفق تلك التسميات العجيبة ولو فعلت لضاع من أريد أن أصف له موقع بيتي. حروف مبهمة ولم يبتعد عبد الله سعيد المشجري في جدة كثيرا عما ذهب إليه الآخرون فقد قال: توجد لوحتان وضعتا على جدار بيتنا، إحداهما تحمل اسم الحي وهذه واضحة والأخرى كتب فيها أرقام بجوارها حروف لا أذكرها هي (غ أم ط أم و)، ويضيف صديقه فهد حمدان الثقفي قائلا: لو احترق بيت لا سمح الله أو وقع حادث بالجوار، وأردت أن أدل سيارات الدفاع المدني، الهلال الأحمر أو حتى المرور، بواسطة هذه اللوحات، فلن تتمكن هذه الفرق الاسعافية من الوصول إلى الموقع؛ لأننا في الأصل لا نستخدمها؛ ولذلك لا نلتفت إليها، ودائما ما نستخدم عوضا عنها ذكر أسماء المحال التجارية وأسماء المدارس أو المساجد ولا شيء غير ذلك و السبب أن تلك العناوين لا معنى لها أبدا. رصد الغرائب ويقول: أحمد صديق بخاري: منذ أكثر من عام قررت أن أقوم برصد الكثير من التسميات الغريبة في عدد من الأحياء وانطلقت من حي الصفا إلى الرحاب، ثم عرجت على حي بني مالك ثم واصلت السير لغاية حي المدائن أحمل في يدي دفترا أسجل فيه غرائب تلك الأسماء، ووجدت أن أسماء لا يمكن التعرف عليها، ومن يريد أن يتأكد عليه أن يعرف لي معنى شارع (حلة أم العريان) الموجود في حي الرحاب، أو شارع (فتحي إسلام) وشارع (سرور الأسود) وغيرها من الأسماء، فهل انتهت أسماء البلاد والعباد حتى نضع أسماء مجهولة لا يعرف الناس عنها شيئا؟ والحمد لله أن المسؤولين قد تلافوا تلك الأسماء في تسمية الشوارع الرئيسة وأسموها بأسماء معروفة تبقى في الأذهان مع مر الزمان، ويضيف لا أدري كم من الملايين أنفقت على مشروع تسمية الشوارع والذي أعتبره مشروع مات قبل أن يولد، ولهذا أتمنى محاسبة المسؤول عنه؟! وهنا يتدخل عمر عبد ربه سالم المحوري في جدة، مشيرا إلى وجود أسماء في الحي الذي يسكنه لا يمكن التعرف عليها؛ لأنها مكتوبة بأسماء فردية لا تحمل اسم الأب أو الكنية، مثال شارع (صديق)، (شارع مختار) بالإضافة لحرف (ش) أو (غ) وتلك الأرقام التي تسبقها فما علاقتنا بها؟ استخدموا الإحداثيات ويحكي إبراهيم علي طاشكندي في جدة، تجربته لتجاوز هذه العناوين العشوائية من خلال شراء جهاز تحديد المواقع؛ ولذلك يقول: كلما أردت الذهاب إلى أحد أصدقائي أطلب منه أن يعطيني أحداثيات موقعه، من خلال برنامج تحديد الموقع في جهاز هاتفه المحمول، وبعد أن أدخل تلك الإحداثيات في جهاز تحديد المواقع يتكفل هو بتوصيلي للموقع الذي كان يقف فيه بالضبط، ولهذا كم أتمنى لو تعتمد الأجهزة الخدمية وأجهزة الطوارئ التقنيات الحديثة، بدلا من وصف الطريق وترديد أسماء المحال والمعالم مما يتسبب في تأخير وصولها نتيجة لسوء الوصف أو الخطأ في تحديد المكان. ويؤيده في هذه الفكرة صديقه مروان يحى ويقول: اتمنى أن يعاد النظر في تسمية الشوارع وان تكتب باسماء معروفة. ويقول صالح عبد الله الغامدي، بصورة تهكمية: تخيل أن لك صديقا أو قريبا يرغب في زيارتك، وتصف له موقع سكن أنه في الحي الفلاني، شارع المتنبي (9 غ 16 ش) فماذا سيقول عنك؟! مجرد سؤال، وماذا لو أنك كتبت هذا العنوان لصديق تنتظر منه وصول رسالة مهمة، بالتأكيد لن تصل.