ضم المعرض الجماعي للفنانات 120 لوحة تشكيلية لأكثر من 70 فنانة اجتمعن في بيت التشكيليين في جدة البارحة الأولى. المعرض نظمته لجنة الفنون التشكيلية في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة وأطلقه رجل الأعمال حسام بركات بحضور عدد من الفنانين والمهتمين بالفنون البصرية، حيث تناولت الفنانات الكثير من المدارس الفنية والاتجاهات الحديثة في الرسم ورغم التباين الواضح في الطرح الفني لكل فنانة إلا أن المعرض يسهم بشكل أو بآخر في الارتقاء بالذائقة اللونية في المجتمع كونه يشكل حراكا تشكيليا متسما بكثير من المواضيع الفنية التي تناولتها اللوحات المشاركة. قدمت الفنانات باقة تشكيلية جمعت بين الموهبة والهواية والحرفة في زوايا البيت المتسعة للواقع والمخيلة حتى أصبحت أعمالهن تزاحم الحضور في تظاهرة تشكيلية قلما تحدث في هذا الوقت في ظل العزوف الواضح عن متابعة المعارض التشكيلية المحلية واقتصارها على النخب والفنانين. واتسمت أعمال الفنانات بتشكيل حافل بالخصوصية والتفرد، حيث عبرت عن ذاتية الفنانه ورؤاها الشخصية في لوحاتها، المدرجة في مقامات بصرية حافلة بالجماليات، ومتسعة لخصوصيات التأليف والتشكيل، عبر لوحات سابحة في تجليات الوصف الشخصي، المرهون بذاكرة المشهد التشكيلي السعودي وتداعيات الرؤى الشخصية العاكسة لمكامن الفكرة المرصودة وحرية الوصف والتأليف، مسبوكة تحت جناح الخبرة والرغبة في تقديم فنون بصرية حاشدة معبرة في توليفات الرموز والحكاية المسرودة، لترسم ملامس إيقاعاتهن بخطا لونية للشكل والمضمون. ولعل خروج كثير من الفنانات التشكيليات في هذا المعرض وتقديم عمل جديد لم نعهده من قبل هو السمة البارزة والواضحة في المعرض فنجد عمل الفنانة دلال الغامدي خرج عن المألوف وعن ما تقدم من أعمال في رسالة، فالفنانه تتجه نحو مرحلة انتقالية في فنها قد تسجل إضافة جديدة لتاريخها متسمة بفن خارج عن المألوف، ونجد في عمل الفنانة ريما الريس تلك المشاعر الدافئة والخارجة من سيكولوجية الإنسان حيث دخلت في عالم الاحتلام الغامضة بعمل سريالي فاتحة لنفسها أفقا جديدا في عالم التشكيل. ولفتت لوحة للفنانة فاطمة باعظيم النظر داخل المعرض لما تحمله من فكر ثقافي وفني إضافة إلى طريقة عرضها الشيق لألوانها عبر اللوحة. وداعبت الفنانة غادة المحمدي المساحة في دواخل النفس البشرية في صورة شكلية وتوزيع لوني راق مجافية للواقع وغارقة في حركية الخطوط والملونات، بينما نجد الرصانة في الاختيار وسبك مكونات العمل الفني في بقية اللوحات الواضحة التفاصيل والقسمات، خارجة أحيانا من رحم الواقعية إلى التعبيرية والانطباعية، إلا أن كثير من الأعمال قدمت التجريدية قد يكون لسهولة التعامل مع هذه المدرسة أم أن الاتجاه السائد الآن في العالم ككل هو التركيز على الاتجاه التجريدي لما يتطلبه الوضع الحالي من ضرورة تجريد العنصر من تلك التفاصيل المزعجة. رئيس لجنة الفنون التشكيلية في الجمعية السعودية للثقافة والفنون في جدة عبدالله نواوي قال ل «عكاظ»: «إننا نسعى من خلال هذه المعارض إلى خلق إطار جديد ودائم، يقوم من خلاله بعرض وكشف الفن السعودي لاسيما النسائي منه ومحاولة إعطائهم الفرصة للمشاركة والدخول في الساحة التشكيلية وفق خطط مدروسة من قبل الجمعية لنسهم في الارتقاء بالفنون في مختلف مناطق المملكة». من جانبه، أكد رئيس بيت التشكيليين المهندس سامي الدوسري أن بيت التشكيليين هو الحاضن للفنانين والفنانات ولأعمالهم التشكيلية المميزة لدعم ورفع مكانة الفنان في المملكة وأن البيت قادم على عدة مناسبات تشكيلية كبيرة ستكون بمثابة نقلة نوعية في أنشطة وبرامج البيت بعد أن استقطب البيت مجموعة من الأعضاء الداعمين.