تحضر كارثة سيول جدة وبحيرة المسك في أعمال التشكيليات والتشكيليين في معرض «لوحة في كل بيت» الذي يتواصل حاليا في أتيليه جدة للفنون بمشاركة نحو 130 فنانة وفنانا، ويخصص ركنا كاملا لكل فنان. وتبرز معالم الكارثة في شكل بارز في أعمال التشكيلي أحمد حسين الغامدي الذي يعرض أربع لوحات في المعرض. وتتناثر في أرجاء المعرض قضايا وهموم تعبر عن أحداث مؤلمة وقلقة تارة، وفرحة تارة أخرى شهدها العام الماضي، ما يثبت أن رسالة الفن سامية، ويجب أن تحترم من المجتمع، لأنها تعبر عن إحساس فنان صادق. يشتمل المعرض التشكيلي الجماعي الذي دعا إليه أتيليه جدة نحو 860 لوحة تشكيلية متوسطة الأشكال والأحجام، تنتمي إلى العديد من المدارس الفنية التشكيلية، حيث خاض الفنانات والفنانون في أساليب إبداعية فنية متعددة. ويلاقي المعرض حضورا لافتا، وشهد في يومه الأول اقتناء 120 لوحة. ويلحظ المتأمل في الأعمال المعروضة أن الأساليب والاتجاهات الفنية تعددت في المعرض، فبدت انعكاسا للمواضيع المعاصرة، فالمشاركون يحاولون بناء عالم غير مرئي في عالم مرئي عن طريق الشكل واللون، فضلا عن الحوارية بين الفنان واللوحة يتبعه حوار بين اللوحة والمشاهد، وهذا كله يستند إلى مدارس فنية عدة. كما يبدو هناك وجود كم هائل من التجارب الجديدة التي تعكس مدى تطور وازدهار الفنون البصرية في المملكة. أعمال الفنان عبد الله إدريس بدت أكثر تميزا وفكرا، حيث خرجت عن المألوف عبر أعمال تجريدية مفعمة بكثير من الشخوص السريالية التي أعطت اللوحات بعدا فنيا راقيا يليق بحجم فنان أمضى أكثر من ربع قرن مع الألوان وقدم الكثير من التجارب المميزة على مستوى المملكة والعالم العربي. وتتضح قوة وصراحة اللون في أعمال الفنانة علا حجازي التي طعمتها بالحرف العربي الدارج، إضافة إلى التعمق في زخرفة أعمالها بطرق احترافية جعلت من لوحاتها قطعا فنية قيمة. فهد خليف يقدم أعمالا جاءت امتدادا لتجربته السابقة التي تمثل عناصر تتمتع بتقنية جمالية. ويبرز حوار اللون في أعمال الفنان عبد الله حماس الذي يقدم تجربة تفيض بصراحة اللون وجراءة التكتيك التشكيلي بعرضه أعمالا عن طريق الأضلاع الثلاثة الذي ملأ المساحة بألوانه الزاهية، وعناصر البيئة التي مثلت الفنان في كثير من المعارض الدولية التي شارك فيها باسم الوطن. وتجيء لوحات محمد العبلان وأمل فلمبان المشاركة في المعرض امتدادا لتجاربهما السابقة، وتتميز بأسلوب فني معاصر يواكب الحراك التشكيلي المحلي والعالمي.