أرخ الفنان التشكيلي فهد خليف مسيرته الفنية خلال 20 عاما بأكثر من 80 لوحة في معرضه «مسيرة» الذي دعمته وزارة الثقافة والإعلام في المركز السعودي للفنون الجميلة في جدة. المعرض الذي أطلقته سيدة الأعمال مضاوي الحسون شهد حضورا لافتا ومميزا من محبي ومتذوقي الفنون البصرية في جدة وشهد في ليلة الافتتاح بيع أكثر من 15 لوحة فنية تم اقتناؤها من قبل الحضور مما شكل حضورا للفنان على الساحة التشكيلية. لقد انطلق خليف من جنوب المملكة برحلته الفنية وبكل جرأة وثقة كفارس اعتلى صهوة التشكيل حاملا ألوانه ومستكشفا مكامن الجمال بعناصره وتوليفاته التي اشتهر بها عن غيره من الفنانين وأثبت أنه فارس من نوع مختلف فارس استطاع أن يدخل عالم التشكيل السعودي بخطا ثابتة ومدروسة جعلته يتبوأ مكانة مرموقة رغم صغر سنه إلا أنه استطاع أن يحفر اسمه التشكيلي في ذاكرة محبي ومتذوقي الفنون البصرية في المملكة، ولم يقتصر ذلك على الجمهور فحسب بل امتد ذلك الإعجاب إلى مسؤولي التشكيل في وزارة الثقافة والإعلام حيث أقاموا هذا المعرض لفهد خليف كعرفان منهم لمسيرته الطويلة والحافلة بالإنجاز إضافة إلى تكفلهم بطباعة كتاب من 140 صفحة لسيرته الذاتية وزع على هامش المعرض، إنه اعتراف جميل من وزارة الثقافة والإعلام بأهمية الفنون التشكيلية ولفتة كريمة في دعم الفنانين والفنانات للارتقاء بفنهم إلى أفق أرحب وأوسع. حمل فهد خليف في معرضه «مسيره» المتلقي قراءة عناصره المتناثرة في اللوحة والتي تعبر عن تنفيس لمراحل الفنان الزمنية وما خلفه عشقه للون من مفردات موسيقية على اللوحات في تناغم فني انبثق من تراث وحضارة المملكة حيث تجد في أعماله مفارقة في التكنيك من خلال اعتماده على الخطوط وتوزيع العناصر وتحديد مساحات اللون التي ضاعفت جمالية العمل في اللوحة التي لايستطيع المتلقي أن يحدد ملامح الرمز لديه فتنوع الرموز وتكراره على المسطحات اللونية عند خليف جعل المتلقي يتسارع في الحكم على جمال العمل ويحتار في تصنيف أعماله بين التجريدية تارة والواقعية تارة أخرى بفعل صياغته لرموز موضوعاته التي اقتربت من الذهنية الثقافية، بميول ميزه عن غيره لدرجة الخصوصية مستخدما ألوان الإكرلك على الأقمشة بتقنية عالية جعله يحول سطوحه الفنية إلى تفاعل لوني مقصود سواء في اللوحات أحادية اللون أو تلك التي تجزأت إلى مجموعة من اللوحات في إطار واحد. فهد خليف حاصل على درجة الماجستير في الفنون الجميلة يعمل مشرفا تربويا في تعليم جدة عضو العديد من الجمعيات واللجان الفنية يعد معرضه الثامن محطة مهمة في حياته حيث استطاع أن يؤرخ لفنه في هذا المعرض حتى أنه أشار في أكثر من لوحة إلى انتقاله إلى أسلوب آخر قد يظهر في معرضه التاسع ربما يكون نقلة نوعية في تاريخه الفني كونه قادرا على التلاعب بالألوان والعناصر له عدة مشاركات دولية أعماله مقتناة في كثير من الدول والمتحاف له عملين في أكبر متاحف روسيا يعد من التشكيليين الداعمين والمؤثرين في الساحة التشكيلية.