الديناميكية والكسل ضدان لا يجتمعان لا على مستوى الأفراد، ولا على مستوى المجتمع؛ لكن بعض الممارسات ترسخ مفهوم السعي بجدية لأعلى مراتب الكسل! إن صفة الكسل لا ترتبط بأشخاص ولا شعوب معينة، وذلك لعلاقتها الوثيقة بالظروف المحيطة، والاستعدادات والقدرات، وسقف الطموحات. ويعاني البعض من هبوط مستوى نشاطهم وحيويتهم، والشعور بأعراض الشيخوخة مع دخولهم سن الخمسين، واعتقادهم بأن الحياة تنتهي في هذه السن، مقارنة مع نظرائهم في المجتمعات الأخرى الذين يستمر عطاؤهم طوال عمرهم. وقد يعزى ذلك لطبيعة المناخ، ونوعية الغذاء، وغيرها. لكن العامل الأهم، نمط حياة الشخص الذي يلقي بظلاله في خريف العمر. إن الممارسات البسيطة التي قد لا يلقى لها بالا، يمكن أن تشكل ثقافة الكسل في المجتمع؛ ومن ذلك مزاحمة البعض لكبار السن والعجزة، وذوي الإعاقة على المقاعد المخصصة لهم في وسائل النقل، وغيرها، والتعود على الاسترخاء حتى في أماكن العمل. وكذلك جلوس المعلمين والمعلمات وأعضاء هيئة التدريس خلال الدروس، دون شكوى من مرض، أو عائق جسدي، وهو ما سينعكس على المتلقين من الطلبة، ناهيك عن مردوده السلبي على مستواهم التحصيلي. وتشكل الاتكالية على الآخرين حتى في الأشياء البسيطة عاملا رئيسا في تقليل الحيوية، والإصابة بالعجز في سن مبكرة، خاصة في وجود هذا الكم الكبير من الخدم والعمالة، ممن أسهموا في ترسيخ ثقافة الكسل والاتكالية، والإصابة بالسمنة، وهو ما أكدته إحصاءات منظمة الصحة العالمية التي أشارت إلى أن نسبة السمنة في المملكة ارتفعت من 20 إلى 30 % في السنوات القليلة الماضية، وتأتي في المرتبة الثالثة عالميا من حيث عدد المصابين بها. ويذكر E.Larsen و J.jodsten في كتابهما «الاتكالية وتأثيرها في بيئة العمل» بأن الاعتماد على الآخرين يختلف عن الاتكال عليهم، فالاعتماد يعني الثقة والتعاون والعمل بروح الفريق. أما الاتكالية فهي أنماط وعادات سلوكية تثبط بناء علاقات سوية مع الآخرين في محيط الأسرة، أو بيئة العمل. وهي ليست وقفا على الأفراد بل تمتد لتشمل الأسرة، ومجموعات العمل الصغيرة، والشركات العملاقة، وتؤثر سلبا في الأشخاص والمنظمات على حد سواء. ويرى البعض بأن الكسل يرتبط بالرفاهية، لكن قصص نجاح كثير من المبدعين وأصحاب الثروات تفند هذه المقولة. ويأتي على رأسهم بيل غيتس ثاني أغنى رجل في العالم الذي يملك المليارات، ولا يعمل في منزله سوى شخصين فقط، إضافة لعدد من الشخصيات الثرية المعروفة في مجتمعنا الذين عملوا في عدد من الوظائف والأعمال البسيطة، وبنوا أمجادهم بالاعتماد على أنفسهم، دون تكاسل، أو اتكالية. كلمة أخيرة: على قدر أهل العزم تأتي العزائم. * جامعة الملك سعود كلية التربية [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 272 مسافة ثم الرسالة