استهوت سورية حمامات الدم وسقوط القتلى في يوم الجمعة، في الوقت الذي يتجدد هذا الدم في سبت التشييع، وفي ظل تفاقم الثقة والأزمة بين الحكومة والشعب، قتل 13 شخصا على الأقل برصاص قوات الامن السورية أثناء تشييع قتلى الجمعة الذي شهد تظاهرات حاشدة ضد النظام أسفرت عن سقوط أكثر من 80 قتيلا، حسب شهود وناشطين حقوقيين، بينما أعلن النائبان السوريان خليل الرفاعي وناصر الحريري استقالتهما من البرلمان مباشرة عبر إحدى القنوات الفضائية احتجاجا على ذلك، والاثنان نائبان عن درعا حيث اندلعت حركة الاحتجاج. وقتل خمسة أشخاص في درعا وخمسة في دوما وثلاثة في دمشق خلال جنازات التشييع التي ضمت عشرات الآلاف. كما أعلن مفتي درعا، رزق عبدالرحيم أبازيد استقالته مباشرة. وقال المفتي «لا بد من تلبية جميع الطلبات» التي يريدها الشعب السوري الذي خرج إلى الشوارع مطالبا بإصلاحات. هذا واعتقلت قوات الأمن السورية رئيس لجان الدفاع عن الحريات في سوريا دانيال سعود من منزله في بانياس، شمال غرب البلاد، كما صرح المحامي خليل معتوق رئيس مركز الدفاع عن معتقلي الرأي. وقال معتوق إن «السلطات الأمنية اعتقلت الناشط الحقوقي دانيال سعود من منزله في بانياس. واقتيد إلى جهة مجهولة». وقال شاهد وناشط حقوقي في دوما إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا برصاص «قناصة» متمركزين على سطوح المباني لدى مرور موكب مشيعين كان متوجها إلى مسجد المدفن. وفي درعا، أفاد ناشط آخر عن سقوط خمسة قتلى عندما «أطلقت قوات الأمن النار بالرصاص الحي على الأشخاص الذين كانوا يتوجهون إلى ازرع للمشاركة في التشييع وكذلك أمام مستشفى درعا». وقال ناشطون إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا برصاص قوات الامن في حي برزة في دمشق. وأثار قمع الاحتجاجات إدانة عدد من العواصمالغربية، من واشنطن إلى بروكسل مرورا بالأمم المتحدة، التي عبرت جميعها عن استيائها لتفريق المتظاهرين بالقوة. ودعا الرئيس الامريكي باراك أوباما الجمعة إلى «الكف فورا عن استعمال العنف المثير للغضب في التصدي للمتظاهرين». فيما أعربت السلطات السورية عن «أسفها» لما «صدر» عن أوباما?من تصريحات قالت إنها «لا تستند?الى?رؤية?موضوعية?شاملة?لحقيقة?ما يجري». ودعت روسيا إلى تسريع الإصلاحات في سورية التي تقيم معها علاقات وثيقة منذ زمن طويل، وأعلنت وزارة الخارجية أن موسكو «تعرب عن قلقها من تصاعد التوتر والمؤشرات الى مواجهات تتسبب في معاناة أبرياء». من جانبه، دان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه «القمع العشوائي والعنيف»، مؤكدا انه «لا بد من محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم ومرتكبيها».