انتظمت أمس رحلات القدوم والمغادرة في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في المدينةالمنورة بعد ساعات من تدخل لجنة أمر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة بتشكيلها لإنهاء أزمة تعطل الرحلات وتدارس سبل إيجاد الحلول، وأكد ل«عكاظ» مدير مطار المدينة المهندس عبدالفتاح بن محمد عطا أن إدارته تجاوزت يوم أمس كافة تبعات الأزمة وما صاحبها من ضغط على جدول الرحلات وإعادة جدولتها، وقال «الأزمة استغرقت نحو 70 ساعة وقد عادت الأمور إلى طبيعتها سواء في رحلات القدوم أو المغادرة». وفي سياق آخر، أنهت إدارة مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينةالمنورة التعاقد مع إحدى الشركات المتخصصة لتجهيز وتركيب نظام ينظم عمل سائقي الأجرة في مواقف المطار، بحيث يتم إدراج كافة السائقين المرخص لهم مزاولة مهنة نقل الركاب والأمتعة من المطار إلى أماكن سكنهم داخل المدينةالمنورة دون الحاجة إلى بقاء سائقي الأجرة بجوار مركباتهم في الشارع المقابل للمطار، وفي سياق متصل، تجري ثلاث جهات حكومية (المطار، المرور، الشرطة) تنسيقاً لتنظيم آلية نقل الركاب تتضمن اتخاذ إجراءات مشددة ضد سائقي المركبات الخاصة (الخصوصي) تضمن منعهم من اقتناص الركاب (الزبائن) من صالة القدوم، وتصل إلى تكليف رجال أمن (بزي مدني) بمتابعة وضبط سائقي (الخصوصي) الذين يمتهنون نقل الركاب من المطار بلا ترخيص. وبحسب مدير مطار المدينةالمنورة المهندس عبدالفتاح بن محمد عطا يتولى تشغيل النظام مستثمر ضمن مشروع مواقف المطار تم الشروع في تطبيقه بعد الانتهاء مؤخراً من بناء مبنى ليكون بمثابة صالة انتظار واستراحة لسائقي الأجرة (الليموزين) بين الرحلات، بحيث سيوقف السائقون مركباتهم في المكان المخصص قبالة صالة القدوم وينتقلون إلى الصالة المخصصة لهم خلف المواقف (غرب المطار). وذكر مدير المطار أن النظام يتيح ربط سائقي الأجرة بمواعيد وصول الرحلات عبر شاشة النظام الآلي التي سيجري تنصيبها داخل الصالة، كما يشتمل النظام على معلومات وأسماء السائقين المرخصين، وتبعاً لأسبقية مركبات سائقي الأجرة في طابور الانتظار سيتم توجيههم من صالة الانتظار إلى موقف سياراتهم أمام صالة القدوم عبر النظام الآلي، مبيناً أن النظام سينهي تماماً مشاهد جلوس السائقين أمام الصالة وسيوفر لهم مكاناً مهيأ يحوي أماكن للجلوس بدلا من البقاء تحت أشعة الشمس. وكشف المهندس عبدالفتاح عطا عن إجراءات ميدانية يجري التباحث بين ثلاث جهات لاتخاذها من أجل وقف تدخل سائقي الخصوصي في عمل سائقي الأجرة (الليموزين) المرخص لهم بالعمل في نقل الركاب من المطار إلى البلد، ووصف مشاهد انتظار سائقي المركبات الخاصة داخل الصالة ومناقشة الركاب لحظة وصولهم بأنها «غير مقبولة»، وقال «نرى البعض يلهو بالمسبحة ويترصد للركاب عند وصولهم»، وآخر يوقف مركبته في مواقف المطار بسعر ريالين للساعة، ثم يقتاد الراكب من جوف صالة القدوم إلى مركبته دون اعتبار للطابور الطويل للمركبات المرخصة (الليموزين)»، مؤكداً على أحقية سائقي الأجرة في هذه المهنة. وقال مدير مطار المدينة: ناقشنا مع مدير مرور المنطقة شكاوى سائقي الأجرة من تدخل نظرائهم سائقي السيارات الخاصة، في عملهم والتردد على صالة القدوم ونقل الركاب دون اعتبار لساعات الانتظار التي يقضونها يومياً في انتظار توافد ركاب الرحلات، وأضاف «وعدنا مدير المرور بدعم فرقة المرور في المواقع بأفراد يتولون منع وقوف المركبات الخاصة أمام الصالة، كما جرى تكليف رجال أمن من (الشرطة) لوقف وضبط أي سائق يثبت نقله الركاب بدون ترخيص حفظاً لحقوق سائقي سيارات الأجرة المرخص لهم». وأضاف مدير مطار المدينة: ومن بين الإجراءات التي تم بحث اتخاذها (ميدانياً) تكليف رجال أمن في نقطة التفتيش الواقعة عند مخرج المطار بالتأكد من عدم نقل (سائقي الخصوصي) للركاب. وكان عدد من سائقي (الأجرة) شكوا ل«عكاظ» امتعاضهم من فوضى نقل الركاب والمعتمرين القادمين للمدينة المنورة جواً، وألمحوا إلى تغاضي رجال الأمن عن السيارات الخصوصية وعدم الجدية في فرض قرار منع المركبات غير المرخص لها من نقل الركاب من المطار، كما احتجوا على تجاهل إدارة المطار لهم في تصاميم مشروع توسعة المطار الذي يوشك على الاكتمال، وطالبوا بأن يشتمل المشروع على إنشاء مقر يقيهم لفحات الشمس خلال أوقات ما بين الرحلات. وأشار فهاد لافي الحربي، عبدالله بركي الحربي، بدر خويتم، إلى أن المقر الذي تنوي إدارة المطار نقلهم إليه قريباً يبعد مئات الأمتار عن موقف سياراتهم (أمام صالة القدوم)، كما شكوا من منعهم من الاستفادة من مركز صحي المطار الذي يقدم خدماته الطبية والعلاجية للركاب القادمين والزوار القادمين والمغادرين بينما لم يراع القائمين عليه الحالة الصحية للسائقين الذي يشكل (كبار السن) غالبيتهم، كما قال أحدهم: أثناء منحنا تراخيص مزاولة المهنة فرض علينا التوقيع على تعهدات خطية بعدم الدخول إلى صالة قدوم الركاب، وفي المقابل نرى سائقي الخصوصي يترددون على الصالة عدة مرات يومياً على مرأى من الجميع دون اكتراث.