اعتصم ركاب إحدى رحلات المدينة - الرياض في طائرة تابعة للخطوط السعودية للمدينة المنورة، رافضين لنداءات لمغادرتها لتعذر إقلاعها. وتمكنت الجحهات الأمنية بمساعدة لجنة من الأمارة حضرت خصيصاً إلى موقع الطائرة من إقناع الركاب الغاضبين لتأخر رحلاتهم بالترجل بعد وعدهم بحل مشكلتهم وإنصافهم من المتسببين. وأشار أحد ركاب الرحلة سلطان الزبالي إلى تأخر رحلته من المدينة إلى الرياض منذ الساعة الرابعة عصر الجمعة ولغاية الرابعة و45 دقيقة يوم أمس السبت. وحكى الزبالي معاناته مع الرحلة بعد أن قطع بطاقة الصعود إلى الطائرة، وتوجه إلى قاعة المغادرة، لافتاً إلى أنه أُخبر مع غيره من المسافرين عن تجهيز طائرة لهم، وقال: «كان برفقتي زوجتي وأولادي، انتظرنا لساعات من دون أن يسأل عنا أحد، ثم طلبنا المسؤول عن الخطوط إلا أنه لم يحضر، وبعد مضي ساعتين تقريباً، أبلغنا أن رحلةً ستنطلق عند الساعة التاسعة مساءً، وعندما توجهنا إلى بوابة المغادرة صدمنا بتأجيل الرحلة حتى الرابعة فجراًً، مع وعود بتوفير رحلةٍ أخرى عند السابعة صباحاً». وأضاف أنهم استقلوا حافلة نقل الركاب إلى الطائرة، ومكثوا فيها أكثر من ساعتين، وسط تخمينات بعدم وجود طاقم الطائرة، وأن عليهم الانتظار حتى وصول رحلةٍ من مومباي، وعند وصولها اعتذر طاقم الطائرة عن مواصلة الرحلة بحجة انتهاء فترة عملهم. ووجه أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز بعقد اجتماعٍ فوري لإمارة المنطقة مع الهيئة العامة للطيران المدني ممثلةً بإدارة مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي، والخطوط الجوية السعودية ممثلة بمدير المحطة في المدينة والجهات المعنية بالمطار، لبحث أسباب مشكلة تكدس المواطنين، وتعطل سفرهم إلى وجهاتهم وسبب عدم وجود طائرات كافية تلبي حاجاتهم، إضافة إلى الأعطال الفنية التي طاولت بعض الطائرات، ودرس الحلول العاجلة الكفيلة بانسيابية حركة الطيران الداخلي في المطار، والرفع لأمير المنطقة بتقرير تفصيلي شامل عن ذلك مستقبلاً، بالتنسيق مع الجهات المعنية بخدمات الطيران. ووصف عدد كبير من المسافرين على رحلات الخطوط الجوية السعودية المغادرين من المدينة إلى الرياضوتبوك ممن تأخَّرت رحلاتهم لأكثر من 22 ساعة ما تعرضوا له طيلة ساعات الانتظار ب «العذاب»، وشكوا من سوء المعاملة في المطار، وعدم اهتمام المسؤولين بمعاناتهم، إذ أمضوا قرابة ال 24 ساعة وهم بداخل المطار، بدايةً من الساعة الرابعة عصراً من يوم الجمعة وحتى إعداد الخبر. وأوضحوا في حديثهم إلى «الحياة» أن عدداً من النساء وكبار السن والأطفال تعرَّضوا لإرهاقٍ شديد وحالات قيء، ونُقِل بعضهم إلى المستشفى. فيما ذكر فايز الجهني أن طواقم الطائرات عادوا إلى سكنهم بعد انتهاء عملهم، مشيراً إلى أنهم علموا بأنه لن يتم توفير طاقمٍ آخر إلا بطلبه من خارج المدينة، وأضاف أنه بين وقتٍ وآخر « يأتي مَن يقول لنا سيتمّ توفير طائرات أخرى، وسط بكاء الأطفال وتألّم كبار السن، امتلأت صالة المغادرة بالمسافرين ولا أحد يسأل عنا، ولم نجد مَن يقدِّم لنا أي خدمة بل على العكس غادر موظَّفو الخطوط السعودية المكان، وتركونا وحدنا». وطالب أحمد الحربي الذي كان مرافقاً مع والدته المرتبطة بموعد في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بمحاسبة المتسببين في تأخير الرحلات، وعدم توفير خدمات خاصة للمسافرين، خصوصاً بعد اضطرار كثير منهم افتراش أرض المطار. وقال نايف بن محمد الديهم أن معاناته مع تأخير رحلته إلى الرياض تفوق الوصف، إذ تُرك المسافرون نائمين على أرض المطار لمدة زادت على 15 ساعة. وأشار ناصر الجهني إلى إصابة عددٍ من المسافرين بالإغماء، وأن عدداً من كبار السن ينتظرون إقلاع الرحلة وهم يعانون من أمراض، وقال: «كنا ننتظر تدخّلاً سريعاً من المسؤولين على الخطوط، ولكن لم نجد أحداً منهم يهتم لحالنا». واضطرت الخطوط السعودية إلى تأمين سكن للركاب المغادرين إلى تبوك، بعد انتظارهم لأكثر من 15 ساعة بداخل القاعة، في فندق مريديان، إذ استنجدت بسيارات «الليموزين»، لنقل الركاب للفندق حتى مغادرتهم عند الساعة 11 من صباح يوم أمس (السبت). وأوضح مدير مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في المدينةالمنورة المهندس محمد ين عبدالفتاح عطا ل «الحياة» أن السبب في تأخير الرحلات وإلغاء البعض منها هو عدم وجود طاقم الملاحة، لافتاً إلى التنسيق مع هيئة الطيران المدني للإسراع في إنهاء المشكلة، وتوفير الوجبات وعبوات المياه المعدنية للمسافرين المنتظرين. وأشار عبدالفتاح إلى أن سبب إلغاء الرحلة التي كان من المقرر مغادرتها إلى تبوك يوم الجمعة الماضي، هو انتهاء فترة عمل طاقم الطائرة، ما أدى إلى تأجيلها حتى صباح أمس السبت، مفيداً أنه عند انتهاء فترة عمل الطائرة، فإن النظام لا يسمح لها بالعمل. اجتماع طارئ وجّه أمير منطقة المدينةالمنورة بعقد اجتماع فوري مع إدارة مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي ومكتب الخطوط السعودية، لبحث مشكلة تكدّس المواطنين والمقيمين في المطار ليل أمس. وبدأت انسيابيّة الحركة تعود إلى المطار بشكل تدريجي، بعد توالي قدوم الطائرات.