لماذا يصر بعضنا على مخالفة الأنظمة ، وكيف يحدث ذلك على مرأى من القائمين على تطبيق النظام ، أو بالأحرى لماذا يسمحون بذلك ؟ ففي مطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينةالمنورة مثال واضح لظاهرة تتكرر في كافة مطاراتنا تقريبا وهي فوضى نقل الركاب ناهيك عن المنطقة المركزية ومحيط الحرم.وهذا ليس انطباعا وإنما مشاهد حقيقية ، فما أن غادرنا صالة الوصول بخطوات قليلة حتى هجم أفراد يعرضون خدمات التوصيل للحرم النبوي الشريف والمنطقة المركزية عامة. هؤلاء بطبيعة الحال مواطنون أصحاب سيارات خصوصي ، بينما خارج صالة المطار تقف سيارات الأجرة (الليموزين) وتنتظر أن يأتيها الراكب حسب دور كل سيارة ، ولا يستطيعون منافسة من يتخطفون الركاب من داخل صالات الوصول وخارجها، وعن نفسي أخذت طريقي إلى حيث سيارات أجرة المطار رغم علمي بارتفاع الأجرة عن الخصوصي احتراما مني للنظام ورغبة في راحة المشوار . فإذا كانت خدمة سيارات الأجرة بالمطار منظمة ولها إجراءات وترخيص ومكتب مروري يسجل بيانات مشاويرها ، فكيف يترك رجال مرور المطار الحبل على الغارب للسيارات الخصوصي ، ومنها سيارات وانيت بغمارة أو اثنتين ، هي في الأساس ليست لخدمة نقل الركاب ، وهؤلاء يمارسون فوضى إلى هذا الحد من الجرأة في اقتناص الركاب من داخل الصالة وخارجها رغم أن تنظيم سيارات أجرة المطار خدمة حضارية لها قواعد ويجب أن تكون منظمة كما هو في كل العالم. في نفس السياق نجد الظاهرة السلبية الثانية في محيط الحرم النبوي الشريف وفي أقرب نقطة منه نجد سيارات خاصة تنزل ركابها وتبحث عن غيرهم ، مخالفين بذلك إجراءات تنظيم سير المركبات وحركة المرور خاصة قبل كل صلاة وبعدها بوقت محدد ، وهي فترات لا تحتمل وجود سيارات ، لكن الملاحظ وجود الخصوصي تشق حشود المشاة وتحدث فوضى وإزعاجاً ، وكثيرا ما تتوقف أمامك سيارات وتعرض عليك خدمة النقل أينما تريد داخل المدينة أو إلى المطار ، وهذا مشهد مألوف ومتفشٍ ويحتاج إلى تنظيم. بعد أداء الصلوات والتشرف بالزيارة عدت إلى المطار في سيارة ليموزين أيضا ، وفي الطريق سألت السائق: لماذا لا يتم تنظيم سيارات الخصوصي في محيط الحرم خاصة أوقات الصلاة ، فقال : هذه مشكلتنا نحن أصحاب الليموزين نلتزم بالنظام في المواقع المحددة مثل المطار والمركزية ، لكننا نرى يوميا سيارات الخصوصي تزاحمنا ، بل أكثر من ذلك يدخل أصحابها صالة المطار كما يدخلون بسياراتهم في محيط الحرم ، والأعجب في ذلك أن تجد صاحب سيارة خصوصي يسير على راحته في محيط الحرم وأكثر من ذلك تراه يتحدث (ويسولف) مع رجل مرور مما يدل على معرفة بينهما، فهل هؤلاء فوق إجراءات تنظيم السير ؟! هذا يحتاج إلى تفسير وإلى حزم من إدارة المرور. إننا أمام حالات عديدة لها آثار وتداعيات سلبية إن كان في مخالفة أنظمة النقل في المطار والمنطقة المركزية وبجرأة ، كذلك يسببون خسارة وعطلة على أصحاب الليموزين الذين يدفعون أقساطاً وتأميناً وهو كل مصدر رزقهم ويعولون منه أسرهم ، أما صاحب الخصوصي فعادة له دخل من عمل آخر وهذا معروف ، ناهيك عن الأمر المهم وهو النواحي الأمنية حيث أن فرض أنظمة النقل في هذه المواقع يسهم في الوقاية الأمنية ، ناهيك عن سهولة الإجراءات والتعرف على الركاب وحقوقهم إذا حصل حادث لا سمح الله ، أما الخصوصي فلا يتحمل أي شيء تجاه الراكب ولا يساعد على تأكيد الأمن في ظروف أو حوادث محددة . بقيت نقطة أخيرة وهي دور الركاب ، فعليهم الالتزام بالاختيار الأفضل فلا يشجعوا الخصوصي في هذه الأماكن حتى وإن كان السعر رخيصا ، فإذا كانت تلك السيارات مسموحاً لها بنقل الركاب داخل المدينة لمواكبة العدد الكبير من الزوار المتنقلين ، فإن المطار ومحيط الحرم لابد وأن يطبق فيهما النظام بدقة ، ودور الجمهور هنا مهم بنفس القدر الذي يقع على الجهات الرسمية المطلوب منها فرض النظام وتأكيد قيمته ،وتشديد العقوبات تجاه فوضى النقل من الوانيت والخصوصي عامة.