أخلت عاصفة ترابية شهدتها منطقة عسير أمس، عددا كبيرا من مدارس البنين والبنات، فيما حرص الآلاف من أولياء أمور الطلاب على تغييب أبنائهم خصوصا المصابين بالربو عن الدراسة، حتى لا تتضاعف حالاتهم الصحية. وتسببت العاصفة في إرباك الحركة المرورية على الشوارع الرئيسية والفرعية، ولا تزال سماء عسير تشهد سحبا ركامية وعوالق ترابية، حتى ساعة إعداد الخبر. كما تسببت هذه العاصفة في زيادة عدد المراجعين لمستشفى أحد رفيدة العام للكشف الطبي وتلقي العلاج اللازم من تأثير الغبار. وكانت منطقة عسير قد شهدت البارحة الأولى وصباح أمس، عواصف ترابية أدت لتدني الرؤية الأفقية إلى أقل من كيلومتر في محافظة النماص ومراكزها، مما نتج عنه تعليق الدراسة في أغلب مدارس النماص وبني عمرو بسبب سوء الأحوال الجوية. وكشفت مصادر أن تعميما وصل من إدارة التربية والتعليم في النماص إلى المدارس كافة يوجه بتعليق الدراسة، وبقاء الطالبات والطلاب في منازلهم تفاديا لتعرضهم للأوبئة بسبب الأتربة التي تغطي سماء المحافظة. كما اجتاحت موجة الغبار محافظتي أبها وخميس مشيط صباح أمس، اضطر معها بعض مديري المدارس لتعليق الدراسة، بينما فضل بعضهم بقاء الطلاب داخل أسوار المدارس. ومع الغبار الكثيف اضطر معلم يعمل في إحدى مدارس خميس مشيط، لمراجعة أحد المستشفيات الحكومية لتناول جرعات من الأكسجين، بعد تعرضه لصعوبة في التنفس جراء استنشاقه للأتربة، وبين المعلم ناصر الشواطي أنه يعاني من الحساسية وبمجرد استنشاقه للأتربة فإنه يصاب بضيق في التنفس. وعلى صعيد متصل، نفى مصدر مسؤول في مطار أبها تأخر وصول أية رحلة إلى المطار. ولليوم الثالث على التوالي، ما زالت موجة الغبار تجتاح محافظة ظهران الجنوب والمراكز المجاورة لها، فيما طالبت فرق الدفاع المدني المواطنين بأخذ الحيطة والحذر، خصوصا المصابين منهم بأمراض الربو. واستقبل قسم الطوارئ في مستشفى المحافظة العشرات من مرضى الربو من أطفال ونساء ورجال، وأشار عدد من المواطنين إلى أن قسم الطوارئ في المحافظة ضيق ويحتاج لتوسعة، كون المحافظة كبيرة والمراكز التابعة لها عديدة. من جهة أخرى، كثفت فرق مرورية جولاتها داخل وخارج المحافظة، خصوصا عند المنعطفات الخطرة والطرق الوعرة، لتحذير المواطنين من مخاطر السرعة المتهورة.