أكد ل«عكاظ» عدد من الكتاب وعلماء اللغة العربية أن لغة الضاد تواجه تحديات كبرى مع سيطرة لغة التواصل الإلكتروني على حياة الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك»، «تويتر»، و«ياهو» بخاصة أن اللغة المستعملة في هذا التواصل تشكل تهديدا عميقا للغة العربية. وأوضح ل «عكاظ» رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين السابق الدكتور روحي البعلبكي، أن اللغة العربية تعاني من مشكلات عديدة في الزمن الراهن والتي بدأت مع حرمان الشبان أنفسهم من التمتع بها وانكفائهم عنها إما إلى لغات الغرب أو إلى العربية المحكية أو إلى تحويرات إنترنتية تسيء إليها. وأشار البعلبكي إلى خطورة استخدام اللغة المحكية في تعاملاتنا الإنترنتية، وقال البعلبكي إن هذا يعود إلى تمسك بعض المعنيين باللغة بالقديم المهمل منها وإصرارهم على الرجوع إلى الوراء في الكلام المحنط بدلا من التحديث الذي يفرض نفسه في كل استعمال يومي يضطر المستعمل إلى ابتكاره، مضيفا «أن خلو المعاجم من الشروح الوافية والتعريفات الدقيقة، وبالتالي فقدان التشويق، أجد أننا أمام حاجتين ضروريتين لدعم لغتنا العربية ولتطويرها، وذلك عبر المنطق اللغوي العربي العام على الاقتباس والانتقاء والتعريب الذي لا بد أن يعيد الشعلة للغة العربية العظيمة، وهنا أرى أن اللغة العربية لا تموت إلا إذا مات مبدعوها، فالمشكلة ليست في التركيبة اللغوية إنما في التركيبة الاجتماعية، ولكن ما دام العرب لا يخترعون ولا يبتكرون فلا بد أن تجتاح لغتهم مصطلحات أجنبية ملازمة للغة المبتكرة». من جهتها، أوضحت الكاتبة اللبنانية هدى حدرج أن «هناك مهمة قومية تشمل الجميع لتحصين اللغة العربية وتعزيزها بمواجهة لغة الإنترنت والرسائل الهاتفية القصيرة، ولعل المهمة الكبرى تقع بداية على وزارات التعليم في العالم العربي التي لم تستطع إيجاد تطوير يردم الهوة بين اللغة العربية كمادة للتعلم وبين المتعلم، بخاصة الأطفال وهي الهوة التي انتجت عداء بين اللغة العربية وجمهورها». وخلصت حدرج للقول «فيما المهمة الثانية مطلوبة من وسائل الإعلام التي تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية في تدهور اللغة العربية خاصة مع وجود إعلاميين وإعلاميات في الإنترنت و الفضائيات لا يجيدون اللغة العربية ولا مخارج حروفها». عضو هيئة اتحاد المترجمين العرب الدكتور نادر سراج لفت إلى خطورة اللغة الإنترنتية المستخدمة على اللغة العربية مؤكدا على دور اللغة العربية الحاسم في قيام مجتمع المواطنة، وفي تقدمنا ومناعتنا واستئنافنا لدورنا الحضاري في العالم، وقال سراج «تحتفي الأمة العربية للعام الثاني وبمبادرة من جامعة الدول العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في مطلع مارس بيوم اللغة العربية، لغتنا القومية الجامعة ووعاء تراثنا وحصن هويتنا وأداة تواصلنا ووسيلة تنميتنا الشاملة ونهضتنا الحضارية المنشودة». وأضاف «أن اللغة العربية هي العروة الوثقى التي تربط بين أرجاء وطننا العربي الكبير وتوطد العلاقة بين مجتمعاته وفئاته وأفراده، ولا بديل عنها كمرتكز أساسي في قيام مجتمع المواطنة، مجتمع المساواة والعدالة، مجتمع الأصالة والتفتح والإخاء والتضامن.. إن اللغة العربية هي اللغة التي ينبغي أن تكون لها الصدارة في القلب والوجدان وعلى كل لسان». وأخيرا، «فإن ما عاشته الأمة العربية في الأسابيع الماضية قد أقام الدليل القاطع على أن العربية احتضنت رؤى الشباب وغضبهم الساطع، فأطلقوا بها النداءات والشعارات كما أثبتت أنها لغة تحرر وانعتاق من أسر القهر والظلم والاستبداد».