عجز المجتمع الدولي عن إيجاد حل جذري يوقف الدم الليبي والخروج من الأزمة التي بدأت في ثورة الشعب 17 فبراير الماضي، إلا أن الجهود الدولية تنصب الآن حول حماية الشعب الليبي من القصف الجوي، عن طريق فرض حظر جوي، وفي هذا الإطار ناقش أعضاء مجلس الأمن الدولي احتمال فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، حسب ما أفاد مسؤول في الأممالمتحدة. في الوقت الذي استهجن الرئيس الأمريكي باراك أوباما العنف الذي تمارسه قوات الرئيس الليبي معمر القذافي تجاه الشعب، واصفا إياه بالأمر غير المقبول وأشار إلى أن حلف شمال الأطلسي «الناتو» يدرس طائفة واسعة من الخيارات من بينها الخيار العسكري للتعامل مع الأزمة الليبية. وصرح نائب الأمين العام للأمم المتحدة لين باسكو للصحافيين عقب تقديم إيجاز لأعضاء مجلس الأمن ال15 «نوقشت العديد من المسائل وكان من بينها فرض حظر جوي على ليبيا». وأضاف «لقد جرى نقاش جدي جدا وتفاعلي جدا حول مختلف القضايا المتعلقة بدور المجلس ودور الأمانة» العامة للمجلس. ورغم المناقشات في الأممالمتحدة بشأن فرض حظر جوي على ليبيا، إلا أن مؤيدي هذه الخطوة قالوا إنه لن يجري التقدم بمشروع قرار بهذا الشأن إلا بعد أن يجري التأكد من أن التهديد الذي يواجهه المدنيون في النزاع في ليبيا خطير لدرجة تستدعي ذلك. وتعكف كل من بريطانيا وفرنسا على صياغة مشروع قرار. ولم يجر التقدم باقتراح رسمي، إلا أن دبلوماسيين ذكروا لأن محادثات بهذا الشأن تجري وراء أبواب مغلقة بين أعضاء المجلس. وصرح السفير الفرنسي جيرار ارو «نحن ندرس جميع الخيارات مع شركائنا لحماية المدنيين. وفرض حظر للطيران هو أحد الخيارات». وصرح دبلوماسي بريطاني طلب عدم الكشف عن اسمه أن «مشروع القرار وضع لحالات الطوارئ .. نريد أن نضمن أن نكون قادرين على التحرك بسرعة في حال استدعى الأمر». ويتوقع أن تقود كل من روسيا والصين المعارضة لأية خطوة باتجاه القيام بعمل عسكري ضد الزعيم الليبي معمر القذافي الذي يقوم بقمع التظاهرات المناوئة لحكمه. من جهة أخرى، تجدد القصف المدفعي غرب مدينة راس لانوف النفطية (شرق ليبيا) على خط المواجهة بين الثوار الليبيين وقوات معمر القذافي، حسبما ذكرت مصادر صحافية. وأكد الثوار أن قوات القذافي دكت غرب لانوف بوابل من القذائف المدفعية. وقبل ذلك قصفت طائرة مبنى سكنيا من طابقين قرب راس لانوف فتحطمت واجهته والرصيف كما أضافت المصادر. هذا، وأفصح البيت الأبيض أمس أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اتفقا في اتصال هاتفي على أن الهدف المشترك في ليبيا ينبغي أن يكون وضع نهاية للعنف ورحيل الزعيم الليبي معمر القذافي عن السلطة. وأضاف في بيان بعد المحادثة الهاتفية «اتفق الرئيس ورئيس الوزراء على المضي قدما بالتخطيط بما في ذلك التخطيط في إطار حلف شمال الأطلسي بخصوص النطاق الكامل من الردود الممكنة بما في ذلك الاستطلاع والمساعدة الإنسانية وفرض حظر السلاح ومنطقة حظر للطيران.