شرع ليبيون داخل البلاد وخارجها أمس في محاولة لتشكيل إطار سياسي قادر على قيادة البلاد في مرحلة انتقالية، وفق ما أكدته مصادر ذات صلة، مضيفة أن هذا الإطار سيتولى في الفترة المقبلة إدارة ما جرى وصفه بالمقاومة الداخلية لنظام العقيد معمر القذافي، والإشراف الخارجي على التمثيل الدبلوماسي لطرابلس. وبحسب المصدر الذي يتابع المشاورات الداخلية بين أطراف المعارضة، فإن الإطار سيشدد على الوحدة الوطنية بين جميع أطراف المجتمع الليبي. وتابع المصدر «هذا الإطار الوطني سيكون مخولا التحدث إلى العالم باسم ليبيا، وسيتولى التنسيق بين سفاراتها في الخارج». وفي سياق متصل، قالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن طائرة تابعة لشركة «طيران الشرق الأوسط» الناقل اللبناني الرسمي، ألغت رحلتها التي كان من المفترض أن تتوجه إلى ليبيا؛ لإجلاء عدد من الرعايا اللبنانيين من هناك، وذلك بسبب عدم منح السلطات الليبية المختصة إذن الهبوط، ويأتي القرار الليبي بعد يومين من إعلان بيروت عن رفضها لهبوط طائرة ليبية في مطارها، بعد أن امتنع الطيار عن كشف هوية الركاب لبرج المراقبة اللبناني. وفي الأممالمتحدة، قالت البعثة الفرنسية إنها ستطالب مجلس الأمن في الجلسة التي سيعقدها لمتابعة الأوضاع في ليبيا فرض حظر كامل على تصدير الأسلحة إلى طرابلس ووضع حزمة من العقوبات موضع التنفيذ ضد نظام القذافي. وأكد أطباء عاملون في مستشفى ميداني أقامه المحتجون في ميدان «الشهداء» في مدينة «الزاوية»، قرب العاصمة الليبية طرابلس، أن الهجمات التي شنتها قوات موالية للزعيم الليبي معمر القذافي أمس الماضية في المدينة، أسفرت عن سقوط 17 قتيلا ونحو 150 جريحا. وتوقع الأطباء في وقت مبكر من صباح أمس ارتفاع عدد الضحايا مع مرور اليوم، مشيرين إلى أن الأوضاع تبدو هادئة في مدينة «الزاوية»، التي تبعد نحو 50 كيلومترا إلى الغرب من طرابلس، والتي أفادت تقارير سابقة بأنها أصبحت تحت سيطرة المحتجين المناوئين لنظام القذافي. وبحسب قيادات من المعارضة تحدثوا لوسائل إعلام، فإن المحتجين تمكنوا من طرد المرتزقة وإخضاع المدينة الواقعة على بعد 200 كيلومتر من طرابلس إلى سيطرتهم. وكانت مناطق غربي البلاد ظلت بشكل كبير في قبضة القذافي، الذي فقد منذ الأيام الأولى للاحتجاجات الشعبية سيطرته على الأجزاء الشرقية من ليبيا. من جهته، كرر الزعيم الليبي معمر القذافي اتهامه للمحتجين في ليبيا بتعاطي حبوب «الهلوسة» والمخدرات، وأن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن يقف وراء الاضطرابات التي تشهدها الدولة العربية الواقعة في شمال أفريقيا، والتي أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى. إلى ذلك، أعلن السفير الليبي لدى المملكة الأردنية، محمد حسن البرغثي، استقالته من منصبه، في مؤتمر صحافي نقلته وسائل الإعلام ومحطات التلفزة المختلفة مباشرة. وقال البرغثي، الذي كان يتحدث في العاصمة الأردنية عمان، إنه يترك منصبه للعودة إلى «مكانه الطبيعي»، إلى جانب الشعب الليبي في وجه نظام العقيد القذافي، الذي يحكم البلاد منذ ما يقرب من 42 عاما. وبذلك ينضم السفير الليبي في الأردن إلى العشرات من السفراء والدبلوماسيين الذين أرسلوا خطابات استقالاتهم إلى وزارة الخارجية، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين، الذين تركوا مناصبهم ووظائفهم وأعلنوا انضمامهم للمحتجين.