استقال أحمد قذاف الدم المستشار المقرب للزعيم الليبي معمر القذافي وابن عمه من كل مهامه الرسمية. وأفاد بيان صادر عن مكتبه في القاهرة بأن أحمد قذاف الدم "أعلن استقالته من أي منصب رسمي يشغله داخل النظام الليبي احتجاجا على أسلوب المعالجة التي تتم في الأزمة الليبية". معمر القذافي وأكد أن أحمد قذاف الدم الذي كان يشغل "منصب منسق العلاقات المصرية الليبية" غادر ليبيا منذ أسبوع احتجاجا على أسلوب معالجة الأزمة مقدما استقالته الخميس احتجاجا على هذا النهج". ودعا أحمد قذاف الدم "الجميع الى وقف حمام الدم والاحتكام الى العقل من أجل ليبيا ووحدتها ومستقبلها وهي فوق الجميع". كما أعلن سفيرا ليبيا في فرنسا واليونسكو الجمعة استقالتهما من منصبيهما احتجاجا على "أعمال القمع في ليبيا"، مؤكدين "انضمامهما الى الثورة" ضد الزعيم الليبي معمر القذافي، في إعلان تُلي أمام السفارة في باريس. وشنت القوات الأمنية الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي ثاني هجوم خلال 24 ساعة على المحتجين المناهضين له في مدينة الزاوية غربي العاصمة، في تاسع أيام الثورة الشعبية المناهضة للنظام، وسط استمرار سيطرة معارضيه على مدينتي زوارة ومصراتة القريبتين من طرابلس. وقال شاهد عيان يدعى علاء الزاوي للجزيرة فجر أمس: إن المدينة - التي تربط أقصى الغرب الليبي بالعاصمة - تعرضت في الساعات الأولى من أمس الجمعة لهجوم من الكتائب الأمنية التابعة للقذافي، إن عصيانا مدنيا يتواصل في الزاوية، وإن المحتجين تمكنوا من السيطرة على نحو عشرين دبابة وأكثر من 800 بندقية خفيفة، إضافة إلى السيطرة على مصفاة النفط وأضاف أن المتظاهرين صدوا المهاجمين. وكانت مصادر متطابقة قد ذكرت أن قوات أمنية تابعة للقذافي هاجمت الخميس أكثر من ثلاثين ألف متظاهر كانوا متمركزين في ساحة بلدة الزاوية (50 كم غربي طرابلس) ومسجدها القريب وفتحوا النار عليهم، ما أدى إلى مقتل 16 شخصا وإصابة 45. غير أن صحيفة قورينا الليبية نقلت عن مصادر طبية قولها: إن القتلى في الزاوية 23 والجرحى 44، والمصابين "لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات نظرا لإطلاق النار الكثيف من قبل الكتائب الأمنية"، وأضافت أن الأهالي في المدينة قد أخرجوا الجثث والجرحى من مستشفى المدينة خوفا من أن تقع في أيدي الكتائب الأمنية. وقال صحفي للجزيرة: إن الكتائب الموالية للقذافي شنت لاحقا حملة كر وفر داخل المدينة، في حين أشار شاهد عيان إلى أن المجموعة الأمنية المذكورة عادت للتمركز على بعد سبعة كيلومترات منها. عصيان الزاوية وقال شاهد عيان يدعى عقيلة المزوغي للجزيرة من منطقة جرجيس الواقعة على الحدود الليبية التونسية: إن عصيانا مدنيا يتواصل في الزاوية، وإن المحتجين تمكنوا من السيطرة على نحو عشرين دبابة وأكثر من 800 بندقية خفيفة، إضافة إلى السيطرة على مصفاة النفط. بموازاة ذلك تمكن المحتجون من السيطرة على مدينة مصراتة (200 كم شرقي طرابلس)، وهي ثالثة كبريات مدن ليبيا. كما سيطروا على مدينة زوارة (120 كم غربي طرابلس) وسط معلومات عن تمكنهم من احتجاز نحو خمسين مرتزقا أجنبيا يعملون بإمرة أجهزة الزعيم الليبي معمر القذافي. وأكد أطباء عاملون في مستشفى ميداني أقامه المحتجون بميدان "الشهداء" في مدينة "الزاوية"، قرب العاصمة الليبية طرابلس: إن الهجمات التي شنتها قوات موالية للزعيم الليبي معمر القذافي، خلال الساعات القليلة الماضية بالمدينة، أسفرت عن سقوط 17 قتيلاً ونحو 150 جريحاً. وتوقع الأطباء، في تصريحات ل «CNN» في وقت مبكر من صباح أمس ارتفاع عدد الضحايا مع حلول ساعات الصباح، مشيرين إلى أن الأوضاع تبدو هادئة في مدينة "الزاوية"، التي تبعد حوالي 50 كيلومتراً إلى الغرب من طرابلس، التي أفادت تقارير سابقة بأنها أصبحت تحت سيطرة المحتجين المناوئين لنظام القذافي. اعتقال موالين وأفاد الأطباء الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم بأن المحتجين تمكنوا من اعتقال ستة جنود من أفراد الكتائب الموالية للحكومة الليبية، حيث ذكروا أنهم تلقوا أوامر تفيد بأن "مدينة الزاوية سقطت في أيدي مليشيات عربية"، وأن وظيفتهم "تحرير" المدينة.