* لم تعد جدة بحاجة لمزيد من الكوارث والصدمات والفقد والنكبات.. ولم يعد من المستساغ عدم الاستفادة من دروس كوارث جدة مع السيول وما كشفته وجرفته وخلفته من أحداث جسام. أهمها ما لا يمكن نسيانه أو تناسيه أو تعويضه وهم أولئك الضحايا الأبرياء الذين أزهقت أرواحهم. وإلا أين نحن من العمل ب«الوقاية خير من العلاج» و«المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين»؟! ** وإذا كانت جدة قد أصابها «اللدغ المتكرر» مخلفا الموت والدمار، وجاءت سبل العلاج مكلفة ومضنية. ومهما بلغت أقصى درجاتها ستبقى مقتصرة على ما يمكن معالجته فقط. أما الأغلى والأهم فهيهات علاجه بعد مماته، وكما أننا نؤمن بأن لكل أجل كتاب، فإننا نؤمن أيضا بأن الله جعل لكل شيء سببا. ** وذلك ما تكشف للمسؤولين من خلال تقصيهم وتمحيصهم لما حدث لجدة وأهلها في كوارث الغرق «المتكررة»، وأن وراء هذا من تسبب وعبث بما كان سيكفل بعد الله الوقاية. وبالتالي فإن المرتكبين لهذا السلب والاقتراف سيحاسبون دون هوادة كما وعدت وشرعت باتخاذه القيادة الرشيدة. وستكون النتائج بإذن الله تعالى بلسما للمكلومين وأسر ضحايا جدة. ** ولكافة المسؤولين أقول بأن هناك ثمة ما ينبئ لا سمح الله بحدوث كارثة وعلى أرض جدة أيضا وللأسف الشديد أن معالم ومؤشرات وشواهد هذه الكارثة تجتر نفسها وتضاعف من حدتها وكثافة مخاطرها وبتصاعد مخيف على مر السنين، هذه الكارثة لن تكون في أحياء متفرقة ولن تكون عن طريق السيول، إلا أن ويلاتها قد تتجاوز مساحات الأحياء وضحايا السيول، وموقع الكارثة تحديدا هو ستاد الأمير عبدالله الفيصل الرياضي بجدة، ولا يمكن أن تكون تلك المشاهد المفزعة لأرتال الجماهير المتزاحمة وقوفا على أسوار المدرجات، وتدافعا وقفزا من فوق الأسوار التي تابع أحدث فصولها الملايين عبر القنوات الفضائية في نقلها المباشر مساء الأحد قبل الماضي للقاء فريقي الاتحاد والهلال.. أقول لا يمكن أن تكون تلك المشاهد وما تنبئ به قد غابت عن أعين المسؤولين بشكل عام والمعنيين على وجه الخصوص، فما بالك والمشاهد نفسها تتكرر مع كل مباراة بهذا المستوى، فهل من المعقول أن يتكرر التعامل معها من خلال «العلاج خير من الوقاية» دون العبرة من تبعاتها الكوارثية..، هل نظل «نتفرج» حتى نقول لا سمح الله، «فوجئنا»؟! أليس في وسع المسؤولين تقديم أي حلول احترازية إغاثية عاجلة حتى يأتي الاستاد الرياضي «الحلم»؟! أفقر الدول خصصت مساحات وحدائق وزودتها بشاشات عرض ضخمة بثت من خلالها مثل هذه المباريات المهمة بنقل حي ومباشر وبالمجان لتحمي شبابها وناسها مما لا يحمد عواقبه والله من وراء القصد. تأمل: ليس بمقدورك أن تسيطر على الظروف دائما، بمقدورك أن تسيطر على أفكارك. فاكس: 6923348 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز124 مسافة ثم الرسالة