أنشأت اللجنة الفرعية للجمعية السعودية للطب النفسي بالمنطقة الغربية والشمالية عيادة ميدانية للعلاج النفسي لضحايا كارثة سيول جدة، بالتنسيق مع الشؤون الصحية ومجلس حي السليمانية، وأعدت مطوية تعريفية عن كيفية التعامل مع الكوارث لتوزيعها على سكان مدينة جدة. وأكد رئيس اللجنة الفرعية للجمعية السعودية للطب النفسي بالمنطقة الغربية والشمالية الدكتور سهيل خان ل « الحياة» أن العيادة ستفتح في حي السليمانية لاستقبال الحالات، مشيراً إلى أنه جرى حصر أسماء بعض المتطوعين من الأطباء والاختصاصيين. وأوضح أن الإعداد لايزال مستمراً للتنسيق مع الجهات الصحية والجمعيات التطوعية، وجار التنسيق مع التموين الطبي من أجل توفير الأدوية، مؤكداً أن العلاج مجاني للسعوديين والمقيمين. وحذر الدكتور سهيل خان من الآثار النفسية التي ستتركها كارثة السيول على الضحايا، لافتاً إلى أنه من الممكن أن تمتد مدى الحياة لاسيما عند الأشخاص الذين وصلوا لمرحلة شاهدوا فيها الموت برأي العين. وقال: «إن الكوارث فوق مستوى العادة ككارثة حدوث الأمطار والسيول في مدينة جدة، والتي جرفت آلاف السيارات وهدمت البيوت وقتلت العشرات وشردت المئات، لاشك أنها ستنعكس سلباً على الأهالي»، مشيراً إلى أنها ستترك آثاراً نفسية شديدة منها اضطرابات القلق والرهاب وما بعد الصدمة، واضطرابات الكربة الحادة، إضافة إلى اضطراب حزن الوفاة(greave). وذكر أن البعض قد يصاب بالكآبة أو القلق أو أعراضهما، أو قد يؤثر ما واجهه وما رآه من مشاهد أثناء الكارثة على النوم، وقد تنتابه رؤية أحلام مزعجة، وقد تطرأ عليه أعراض الخيالات المفزعة، موضحاً أن من وصل لمرحلة الموت برأي العين ونجاه الله فمن الممكن أن يضطرب الأكل لديه وتتأثر الوظائف الاجتماعية عنده. وأضاف: «قد يصاب بالهزال أو يبدأ في ترك عمله أو دراسته هذا إذا كانت الحالة شديدة المصاب، ومن الممكن أن يصاب بفوبيا المطر والرعد والسيول، وفي هذه الحالات إذا تعرض الضحية لتأثر اجتماعي أو وظيفي أو سلوكي أو شخصي لابد من مناظرته من قبل طبيب نفسي مختص». وأفاد أن الطبيب النفسي قد يلجأ في علاج المرضى للعقاقير والعلاج النفسي والمعرفي، مشيراً إلى أن الحالات قد يمتد علاجها لسنوات، والبعض منها قد يستغرق علاجها من شهر إلى ثلاثة أشهر أو ستة اشهر وبعض الحالات النادرة قد يستمر أثرها مدى الحياة.