أدت جموع المصلين في مسجد الراجحي في الرياض عصر أمس، صلاة الميت على الفقيد صالح بن عبد العزيز الراجحي الذي وافته المنية عن عمر يناهز 88 عاما. وكان الراجحي، الذي ولد في محافظة البكيرية في منطقة القصيم عام 1344 ه، من أبرز قيادات القطاع البنكي في المملكة من خلال إنشائه أول مصرفية إسلامية في المملكة. ووصف عدد من رجال الأعمال الفقيد أنه مدرسة للخير والعطاء والعمل الدؤوب. أعرب رجل الأعمال عبد الله العثيم رئيس مجلس إدارة شركة العثيم عن تعازيه الصادقة إلى إخوان الفقيد وأسرة الراجحي في كافة أنحاء المملكة، في وفاة رجل الأعمال الشيخ صالح بن عبد العزيز الراجحي (رحمه الله). وقال إن الفقيد يعد إحدى العلامات المضيئة في تاريخ العمل التجاري في المملكة عموما، المجال العقاري والصيرفي والزراعة على وجه الخصوص، وله إسهامات لا تخطئها عين في خدمة الوطن الغالي من خلال خبراته الطويلة في العمل التجاري، ودوره المشهود في بناء المؤسسات الاقتصادية والتنموية، وتدشين الكثير من المشاريع العملاقة داخل المملكة وخارجها. وأضاف أن الفقيد ارتبط اسمه بالأعمال الخيرية وبناء المساجد، ودعم جمعيات البر الخيرية، والمساهمة الفاعلة في كل الأعمال الخيرية بلا استثناء، ويكفيه أنه أنشأ مؤسسة وقفية عملاقة تقدر أصولها بالمليارات جعل مصارفها في أعمال الخير. وتحدث العثيم عن الخصال الحميدة للشيخ صالح الراجحي، مشيرا إلى أنه كان شهما وكريما، وعرف عنه حبه لبذل الخير والتبرع للمحتاجين، وكان سمح الأخلاق متواضعا. وعبر رجل الأعمال عجلان العجلان عن تعازيه الصادقة إلى إخوان الفقيد وأسرة الراجحي في كافة أنحاء المملكة، في وفاة رجل الأعمال صالح بن عبد العزيز الراجحي. وعدد العجلان مناقب الفقيد قائلا إنه من رجال الأعمال المشهود لهم بالخير والتواضع، وإنه مدرسة في العمل الدوؤب. وأشار إلى العمل الإنساني الخيري الذي كان يقدمه الراجحي خلال سنوات عمره، مشيدا بإسهامات لا تخطئها عين في خدمة الوطن الغالي من خلال خبراته الطويلة في العمل التجاري، ودوره المشهود في بناء المؤسسات الاقتصادية والتنموية والخيرية وتدشين الكثير من المشاريع العملاقة داخل المملكة وخارجها. المصداقية كلمة السر أما رجل الأعمال في الرياض بندر الحميضي، فقال إن المتتبع لمسيرة عطاء الفقيد ونمو أعماله وتجارته ذائعة الصيت، يلمس أن التعامل الفعال والمصداقية والنزاهة في العمل والحرص الشديد على العطاء والوفاء، ما جسد عصامية فذة لهذه الشخصية البارزة، بما يعكس الرؤية الثاقبة للفقيد وحرصه على تماسك مجموعته كصرح اقتصادي كبير في المملكة، بتبني فلسفة تنظيمية ترتكز على أسس راسخة، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته. علم اقتصادي وقال رجل الأعمال إبراهيم السبيعي: لقد فقدنا علما من أعلام الاقتصاد والتجارة، فقد حرص الفقيد على تنويع القاعدة الاستثمارية لمجموعته ليجسد عمق فكره الاقتصادي، مستعرضا جهود الفقيد لتنمية تجارته وأعماله من متجر صغير إلى مجموعة تضم شركات عديدة ومختلفة المشاريع، تنتمي إلى هدف واحد وهو المحافظة على النمو والاستقرار والأداء في آن واحد. وعدد السبيعي أعمال الفقيد الخيرية وإسهاماته المتعددة في مجال المسؤوليةالاجتماعية، إلى جانب بصماته الجليلة في الأعمال الإنسانية ومد يد العون للآخرين. ودعا السبيعي بالمغفرة والرحمة والجزاء الحسن للفقيد. بدايته في العمل التجاري كان صالح الراجحي قد وضع له بصمة وأثرا ودورا بارزا في تاريخ العمل التجاري بوجه عام، والعمل العقاري والزراعي والصيرفي بوجه خاص، حيث بدأ بأعمال بسيطة، فعمل في الصرافة على بساط (سجادة) في سوق الديرة في الرياض. وكافح كما كان يكافح أبناء جيله طلبا للرزق الحلال حتى وفقه الله عام 1366ه، بافتتاح أول محل تجاري للصرافة له في الديرة، نما وتطور حتى بنى لنفسه إمبراطورية تجارية ضخمة وبنى بنفسه الاسم التجاري «الراجحي» الذي أصبح صرحا عظيما من صروح الاقتصاد، واستطاع أن يؤسس أول مصرفية إسلامية استمرت حتى تحولت إلى «مصرف الراجحي». وتوسعت أعمال صالح الراجحي، حيث لم يترك مجالا من المجالات التجارية، العقارية، والزراعية، إلا وضرب فيه بسهم. وكان النجاح حليفه أينما توجه، وكانت الأيادي البيضاء التي يضعها في كل مكان سببا للبركة والسعة في الرزق، وكان يقول «والله ما أنفقت يوما للزكاة مليونا إلا عوضني الله سبحانه بمليونين». إسهاماته الاقتصادية أسهم صالح الراجحي أثناء مسيرته التجارية في خدمة بلاده من خلال خبرته في مجال الإدارة المصرفية والتجارة والأعمال. وأسهم في نمو اقتصادي واضح ومؤثر في السوق السعودية. ومن الشركات والمؤسسات التي شارك في تأسيسها ورئاسة وعضوية مجالس إداراتها؛ شركة الكهرباء في المنطقة الوسطى شركة مساهمة، شركة الأسمنت السعودية، شركة الجبس الأهلية سنة 1959، شركة أسمنت اليمامة شركة مساهمة تأسست سنة 1961، شركة الخزف السعودي شركة مساهمة تأسست سنة 1977، شركة أسمنت الجنوبية شركة مساهمة تأسست سنة 1978، شركة نادك للتنمية الزراعية شركة مساهمة تأسست سنة 1981، شركة حائل للتنمية الزراعية شركة مساهمة تأسست سنة 1982، شركة الراجحي المصرفية للاستثمار تأسست سنة 1987، عضو ومؤسس للغرفة التجارية الصناعية في الرياض، شركة المباني الخفيفة (سيبوريكس)، الشركة الوطنية للتشغيل والخدمات الصناعية المحدودة (خدمات)، مؤسسة صالح عبد العزيز الراجحي للصرافة، شركة الراجحي للصرافة والتجارة، شركة صالح عبد العزيز الراجحي وشركاه المحدودة، شركة تبوك للتنمية الزراعية، الشركة السعودية للطوب الرملي الجيري، الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الرياض، مؤسسة الدعوة الصحفية، مجلة الدعوة، إضافة إلى مشاركته في تأسيس عدد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية ودعمه المتواصل لها. ويعد صالح الراجحي أحد أعلام الاقتصاد والعمل الخيري الإنساني ليس في المملكة والعالمين العربي والإسلامي فحسب، بل على مستوى العالم أجمع، ولطالما تصدر اسمه أو كان ضمن قائمة الصدارة في سجلات أثرياء العالم.