تنثرها كل العيون التي شاهدت صافي المواقف والعطاءات (يا حلوها) تلك العطاءات التي متى ما انشطرت على حد الصدق والإخلاص كانت التفاحة التي ارتسمت نصفين على حد سكين.. نصفها الأول صدق والآخر حب يتناثر من كليهما السكر.. نعم تحية بلا حدود لأحلى العطاءات وأصفاها في أحلك الظروف وأقواها التي مازجت سيول جدة فأضفت على مرارتها حلاوة البطولة والشهامة حين تشرئب بها الأزمات فتكون السواعد المخضرة الندية غصون نجاة تميد في وجه الإحجام .. تنقذ كل من يمد يدا طالبا النجاة وتنتشل كل من يتشبث برمق من الحياة. أيها الغادون في أعين الناس والرائحون في ظل آرائهم وانتقاداتهم: أقف إليكم لأكتب لكم تحيتي المشومة بعبق الأنصاف فأنتم يا من أخذت بكم الموضة والصرخات كل مأخذ واتبعتم الغرب في كل أمر وشيء فهذه شعوركم كشعورهن .. بكلات .. أطواق .. وهذه ملابسكم كملابسهن .. فساورتنا الغيرة عليكم فأنتم شباب أمة الإسلام التي تستصرخكم في كل آن وحال وأنتم شباب النصرة والعزة والتمكين التي لا ترتضي إلا فتوتكم ووثباتكم .. كم انتقدناكم وأسفنا على مناظر الكثير منكم الضاربة بالرجولة عرض الحائط .. وقفة إنصاف تتوجها تحية عظمى لأولئك الشباب الذين طالما انتقدناهم .. نحييكم بقوة .. كقوة اندفاعكم وتفاعلكم مع السيول الجارفة من أجل الإنقاذ والمساعدة لإخوانهم وأخواتهم الذين داهمتهم السيول وفاجأتهم المواقف العصيبة فكنتم بعد الله خير معين بل رحمة المولى أنتم قد سخركم لهم .. لكم سعدنا بما رأينا وسمعنا عن كل الشباب المواطنين الذين هرعوا من أجل الإنقاذ وتنظيم حركة السير ومساعدة المرور في مهمتهم .. شكرا لكل الشباب ذكورا وإناثا .. هبوا فأعانوا وأنقذوا وقدموا الحياة بعد عون الله وتوفيقه .. ونأمل أن نراكم أبدا مشرقة جوارحكم وقلوبكم بنور العطاءات السنية التي تعكس فيكم الإسلام ظاهرا وباطنا ف( لا ) لمن يدعي أن المهم فقط هو الباطن دون الظاهر فالإسلام في الباطن ودلائله في الظاهر والمرء ما بين أعمال القلوب وأعمال الجوارح في غدو ورواع. [email protected]