لا يجوز تشخيص أدوار الأنبياء جملة وتفصيلا، ولا يجوز تمثيل الخلفاء الراشدين بصورة كاملة، إلا أن يكون ظلا بدون ظهور الوجوه والملامح، ويستثنى الشيخ يوسف القرضاوي العشرة المبشرين بالجنة؛ لأنهم قادة الصحابة وأكابرهم، والشهادة المنصوصة لهم في الآثار المشتهرة تعني التخصيص والفضيلة الزائدة التي تجعلهم كالمقدس الذي لا يجوز تمثيله، وما سواهم فيجوز تشخيصهم في الدراما بالشروط المذكورة، على أن هذا هو ما يغلب على الظن من حيث الحكم الشرعي إما الفعل أو عدمه، والنظر في جدواه فلهذا حديث آخر، فقد يرى المتخصصون عدم ظهور هذه الشخصيات العظيمة، غير أن الحكم بالأولى غير بيان الحكم في أساسه. والمقصود هو فتح الباب لدراسة توصل إلى النظر في هذه المسألة، وتراعي أن باب التمثيل وظهور أعمال تجسد ذلك الجيل مفتوح أصلا فمن لا يعتمد الموضوعية والصدق فلن يبالي بالفتوى، ولذا فقد تكون عاقبة المنع ظهور أعمال فنية درامية لا مصداقية لها، وترسخ في عقول الأجيال، ولدى غير المسلمين صورة سلبية عن ذلك الجيل العظيم، ويساعد على ذلك امتناع أصحاب الرسالة عن تقديم الصورة الصحيحة؛ تقيدا بالفتوى.. فتدارس سبل الحل الأمثل الذي من شأنه أن يمهد لاقتحام هذه الميادين للمخلصين والقاصدين لحماية الأجيال، ولرسم الحقيقة له ما يسوغه، وليس الأمر بعامته متوقفا على الجواز من عدمه، وإنما يهتم بالحلال والحرام من يهتم بإيضاح الصورة التاريخية المشرقة الجميلة، أما أولئك الذين همهم الارتزاق، أو هدفهم التشويه فلم ينتطروا الفتوى، ولن ينظروها. والموقعون على هذه الفتوى يؤكدون على أهمية وجود رقابة شرعية وتاريخية على المسلسلات والأفلام التي تتناول حياة الصحابة خاصة، والتاريخ الإسلامي والمبادئ الشرعية عامة حتى يتم التأكد من صدق الروايات ومطابقتها للحقيقة، وعدم انسياقها وراء الخيال المحض، أو الروايات المنسوجة؛ فمن الملائم أن يكون للإعلام والدراما الهادفة مرجعية شرعية متزنة، تستدرك الخطأ، وترشد وتوجه وتختار من الروايات التاريخية ما ينسجم مع الرؤية الإسلامية العامة.