فاتني للأسف، ولم أشاهد عرض التلفزيون السعودي بقناته الأولى.. لقاء أمير منطقة مكةالمكرمة مع مجموعة من الإنترنتيين الناشطين والمدونين الموهوبين في التعامل مع الشبكة العنكبوتية، في زمن «سيادتها» على حياة الناس وعقولهم ومصادر معلوماتهم، وأكتب هذه السطور بعد فوات اللقاء، لكن لم يفت الأوان في الحديث عنه! وعندما أقول فاتني.. أريد بذلك التنويه والتنبيه إلى أنني هنا في هذه اللحظة لا أكتب عن مضمون اللقاء، ولا عما دار فيه، ولا عن نتائجه أو طريقته، ولا أدلو بدلوي حول ما دار فيه.. وأسلوب الأخذ والرد، إنما أريد الإشارة في هذه العجالة إلى أمر واحد فقط.. أن هذه المرة الأولى على حد علمي التي ينتقل فيها محتوى الإنترنت في موقعه إلى طاولة مسؤول كبير على مستوى أمير منطقة! المبادرة من الأمير تشجيع على الالتفات نحو عالم الإنترنت وما يدور فيه من أفكار وآراء وتساؤلات، وهي خطوة محسوبة للأمير وغير مسبوقة، والمفروض استثمارها والتفاعل معها واعتبارها البداية، تتلوها مبادرات أخرى على نفس الطريق تجمع بين الإنترنتيين الناشطين وبين المسؤولين في كافة القطاعات الوطنية! هذا هو الحوار الوطني بمفهومه الواسع وبقدرته على كشف المستور في العلاقات بين الأطراف الوطنية، إذ.. لا سبيل غير الحوار للانتقال المحمود والمطلوب والمأمون أيضا من الحاضر إلى المستقبل! هؤلاء هم الشباب الصاعد الذي جاء في غير زماننا ليغير أفكارنا ويعبر عن أحواله وأحوالنا بطريقته الخاصة.. ومن المعلوم، بل الأكيد، أن الصحيفة المحلية لم تعد هي مجال النشر الوحيد في هذا التوقيت! لقد قفز هؤلاء الفرسان على الخطوط الحمراء يبحثون بأنفسهم عن الحقيقة ويتبادلون الآراء والأفكار من غير وصاية، ويتناقلون المعرفة بحركة صغيرة تدوس وتضغط فقط على أزرار!! في إحدى المقابلات التلفزيونية مع والد أحد شباب ميدان التحرير، قال الأب للمذيع التلفزيوني: (الأولاد دول إحنا ما ربيناهم.. هم ربوا أنفسهم بأنفسهم عن طريق الفيس بوك.. وتويتر!!)، ربما تكون عبارة عابرة على لسان أب يعيش الدهشة والانبهار، لكنها الحقيقة التي ينبغي الالتفات إليها اليوم.. أبناؤنا لم يعودوا ملكنا.. نعلمهم بطريقة «التلقين» ونملي عليهم كيف يفكرون وكيف يعملون وماذا يقولون وما لا يقولون! اليوم تمتلك الأجهزة المستوردة تصنيف حياتنا كيف تكون من «البلاك بيري» إلى «الآي باد» وإلى «الفيسبوك وتويتر»!!.. هذا هو العالم الجديد، وعلينا التعامل معه والانتباه إليه والاعتراف به والتفاهم مع عقليته المفتوحة على كل الاتجاهات.. وعلينا تقديم مختلف المحاولات الجادة لبناء الجسور الممتدة بيننا وبينه!! هذا إذا أردنا الحياة الكريمة نعيشها وأولادنا في أحضاننا وليسوا في أحضان الغير، وإذا أردنا المستقبل الآمن!! الدروس تتناقلها الأجيال والذكي من يعتبر!! مِن العِبر!! لقد فعل أمير مكةالمكرمة الصواب... المأخذ الوحيد على اللقاء أنه تم عبر القناة الأولى، في توقيت غير مناسب!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة