استعرض تجمع خليجي في قطر البارحة الأولى تجربة المملكة في زراعة الأعضاء في إطار المؤتمر الذي عقده مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون في مستهل دورته ال 36، تحت شعار «زراعة الأعضاء». وأوضح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون البروفيسور توفيق بن أحمد خوجة، أن الاجتماع ناقش تقريرا مفصلا عن نشاط المكتب التنفيذي وإنجازاته خلال الدورة المنتهية، ومتابعة القرارات والتوصيات الصادرة وآخر المستجدات العلمية لتطوير الخدمات الصحية في الدول الأعضاء، مبينا أن المؤتمر قدم تجربة المملكة في زراعة الأعضاء استعرضها مدير عام المركز السعودي لزراعة الاعضاء الدكتور فيصل عبد الرحيم شاهين. وفي حديث ل«عكاظ»، أوضح الدكتور فيصل شاهين، أن هناك 110 حالات تبرع سنويا بالأعضاء بعد الوفاة، وأن نسبة الموافقة على التبرع بعد الوفاة تصل إلى 35 في المائة، وهي نسبة جيدة ولكنها تحتاج إلى المزيد. وأضاف «حالات الوفاة الدماغية في المملكة تقدر ب 1000 حالة سنويا، والتي يمكنها أن تؤمن احتياجات المرضى من الأعضاء إذا ما تم تشخيص هذه الحالات مبكرا من قبل الأطباء، وكذلك إذا تمت الموافقة على التبرع بالأعضاء من جميع أسر المتوفين دماغيا». ولفت إلى أن الدراسات المختلفة التي أجريت لمعرفة رأي العامة من السعوديين بينت عدم رفض الغالبية العظمى من التبرع بالأعضاء أثناء الحياة أو بعد الممات، وهو نابع من الفتاوى التي توضح مشروعية التبرع بالأعضاء في الإسلام سواء من الأحياء أو الأموات. وحول الصعوبات التي تعيق عمليات التبرع قال الدكتور شاهين: الصعوبات تتمثل في عدم وجود معلومات مسبقة عن موضوع التبرع بالأعضاء، حيث لا بد أن تكون هناك عوامل مساعدة للحصول على موافقة ذوي المتوفين دماغيا بالتبرع، وهي: أولا: وجود وعي مسبق لأهمية التبرع بالأعضاء وزراعتها والتعرف على النجاح الذي وصلت إليه، وأن زراعة الأعضاء أمر مشروع، وهذا الأمر يتزايد مع الزمن نتيجة الاستمرار في الخطط الإعلامية للعامة من خلال وسائل الإعلام المختلفة وزيارة المدارس ووضعها في المناهج الدراسية. ثانيا: وجود وعي مسبق لمبدأ الوفاة الدماغية رغم وجود المتوفى دماغيا على جهاز التنفس الصناعي، وأهمية التفريق بين الوفاة الدماغية وبين حالات الإغماء والغيبوبة، وأن الوفاة الدماغية هي حالة موت كامل الدماغ لا رجعة فيه أبدا وأنه لا يحتمل وجود أخطاء في معاييره. ثالثا: ثقة ذوي المتوفى أن ما قدم من الرعاية الطبية لمتوفاهم كان كافيا قبل إعلان وفاته، وهذا الأمر أيضا يقع على عاتق الأطباء الذين يجب عليهم التواصل مع ذوي المتوفى وإعطائهم تلك الثقة بأن ما قدم له من العناية والرعاية هو أفضل ما يمكن أن يكون، وهذه الرعاية يجب أن تكون صادقة لتعكس فعلا ما تم تقديمه في حال وجود إمكانية الاستفادة من التجهيزات المتوفرة في المستشفيات. شاهين أكد أن المتبرع بالأعضاء في المملكة يتلقى تقديرا كبيرا ويمنح بعض الامتيازات لبادرته الإنسانية في إنقاذ المرضى الذين هم في أمس الحاجة إلى هذه الأعضاء.