أكد مدير عام الخطوط السعودية المهندس خالد الملحم، أن إدارته تعمل على تطوير شبكتها الجوية استعدادا لمواكبة حلم مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد في جدة، ليكون محوريا يربط المملكة بكافة نقاط العالم، عبر عدة تحالفات مع شركات طيران عالمية ومن خلال زيادة الطاقة الاستيعابية للناقل الوطني وتوظيف الطيارين المؤهلين. وقال في حوار خاص مع «عكاظ» أثناء زيارته إلى باريس للإشراف على مكتب السعودية: إن ملاحظات المسافرين هي الطريق الذي يرشدهم إلى معرفة ما يحتاجه العميل، وأن نقد الإعلاميين غير مخيف، مطالبا بالوقت لإنجاز أي مهمات جديدة، ولفت إلى أن الطيران الاقتصادي لا محل له على خارطة تطوير الخطوط السعودية في الوقت الحالي، فإلى تفاصيل الحوار: وضع قبل أيام حجر أساس مطار الملك عبدالعزيز الجديد في جدة، وأكدت هيئة الطيران المدني حينها أن من شروط تحول المطار إلى محوري يربط الشرق بالغرب، تفهم الناقل الوطني لأمكانات المطار وتطوره، هل أنتم مستعدون لهذا التحدي، وهل لديكم الإمكانات لتحقيق ذلك؟ نحن سعداء بوضع حجر الأساس لمطار الملك عبد العزيز الدولي، لأنه سيكون مطارا محوريا لوجوده في أهم بقعة في العالم، ويخدم الحرمين الشريفين، وسيكون أيسر بكثير من أي مطار آخر في المنطقة، كونه مطار طبيعي للحركة التي سيكون فيها وقيمة إضافية للبلد من خلال خدمة الحجاج والمعتمرين. نحن نبني شبكة جوية تكون جاهزيتها مع جاهزية المطار؛ ليكون هناك حركة عبورية بين المملكة وجميع نقاط العالم، كما أن وجودنا أخيرا مع سكاي تيم، سيعطينا الإمكانية الأفضل في أن نصل إلى أي منطقة في العالم من خلال الترانزيت في مطار شارل ديغول في أوروبا أو مطار JFK في الولاياتالمتحدة أو عن طريق الشرق في دخولنا مع الأيرلنز، ولدينا اتفاقيات مع عدد من الشركات في عدد من نقاط العالم، كما أننا مستعدون من خلال بناء الأسطول وبناء الشبكة الجوية وبناء أنظمة في التحالفات الدولية التي ستعطينا الإمكانيات الكبيرة في تحقيق الرغبة؛ لتكون جدة من أهم المطارات المحورية في المملكة. هل هناك خطة لدعم وتحديث الأسطول حتى يؤمن حركة الطلب في هذا المطار؟ بدأنا في تحديث الأسطول منذ فترة، واستلمنا في ال 14 شهرا الأخيرة 40 طائرة، ونتوقع مع نهاية العام أن تصل إلى 50 طائرة من الأيرباص 320 و321 و 330، ومع بداية العام المقبل سنتسلم طائرات 777 التي تعد من أحدث الطائرات، وفي عام 2014 2015 سنتسلم طائرات 787، ولن تكون هذه النهاية فنحن في دراسات مستمرة لتحديث الأسطول وزيادة طاقته الاستيعابية حسب حجم العمل، وكلما زادت كثافة الحركة أو توقعنا حركة أضافية سواء للنقل المحلي أو الخارجي، سيكون هناك توسع في شراء الطائرات. على مستوى الكادر البشري، أطلقتم برنامجا مع وزارة التعليم العالي لابتعاث طيارين للمستقبل، هل انتهيتم من توظيف من هم على قائمة الانتظار حاليا؟ هناك عدد كبير من الشباب الذين تم توظيفهم كمساعدي طيارين ونعمل دائما على استقطاب المؤهلين وحريصن على كلمة المؤهلين؛ لأن الطيار من أهم الأدوات التي تملكها الخطوط السعودية لتأمين قيادة الطائرة ومعرفة الضوابط الأمنية للسلامة، كما يجب أن تكون نوعية الطيارين ومهنيتهم وحرفيتهم عالية جدا، وحتى يتم ذلك، لا بد من برامج تأهيل مهمة تشرف عليها كوادر مؤهلة، إضافة إلى اختبارات قياسية مهمة، ومن يتجاوزها يدخل في برامج مساعدي الطيارين، كما أننا نستقطب شبابا من خريجي الثانوية العامة والمعاهد الفنية لتأهيلهم كمساعدي طيارين؛ لأن لدينا نموا كبيرا جدا نظرا لحاجتنا الكبيرة لطيارين، والسعوديين أثبتوا جدارتهم على مدى تاريخ السعودية في ال 65 عاما الماضية، ويعتبرون من أفضل الطيارين في العالم. هل حاجتكم للطيارين السعوديين لا زالت قائمة؟ لا زلنا بحاجة كبيرة إلى طيارين سعوديين نظرا لنمو الحركة المحلية والدولية، ولاشك أن الحاجة إلى الموارد البشرية ستقود إلى استقلال أمثل للأسطول. متى ستطلقون الطيران الاقتصادي، وهل لديكم أي تحالفات في هذا الخصوص؟ لا توجد نية لإطلاق الطيران الاقتصادي حاليا؛ ولكن هناك عمل لإعادة هيكلة الخطة وخاصة بالنسبة للخطوط المحلية، على أن تكون ميسرة وسلسة؛ لأنها رحلات قصيرة جدا وتعتمد اعتمادا كليا على خدمة مميزة وسريعة وتوصيل المسافرين من نقطة إلى نقطة في الوقت المحدد، وهذه أهم الالتزامات بالنسبة لنا، أما وجود خطوط اقتصادية أو لا فهذه ليست أولوية. لماذا ليست بالأولوية؟ لأن الأولوية، تحسين الخدمة وزيادة المقاعد في الطيران المحلي وتحسين الشبكة الدولية. اعتبرتم مطار شارل ديغول محطة استراتيجية بالنسبة لرحلاتكم الدولية، لكن هناك ملاحظات حول رداءة وصغر الطائرات التي تؤمن هذه الوجهة، وهل لديكم نية لتغيير الطائرات أو إعادتها لما كانت عليه قبل الطائرات التي اعتمدتها السعودية حاليا؟ الحديث هذا يعتمد على كثافة الحركة، ففي الصيف نعمل على الطائرات الكبيرة، ولكن بعد التحالف مع أيرفرانس ووجود حركة بينية بين المملكة وشارل ديغول ومطار بيان، سيحتم ذلك علينا وضع طائرات كبيرة، وهذه إحدى النقاط التي تطرقنا إليها مع الإخوان في باريس خلال هذه الزيارة، وناقشنا معهم خطة إعادة هيكلة هذا الخط بنوعية أخرى من الطائرات وبخدمة أخرى، لذلك ستكون الخطوة المقبلة تغيير نوعية الطائرات بعد زيادة الحركة إلى طائرات أكبر تواكب التمدد في الحركة بيننا وبين أوروبا والمناطق الأخرى من خلال شارل ديغول. هل يحتاج إنجاز هذه الخطوة إلى وقت طويل؟ كلها تعتمد على دراسة الحركة وحجمها، وماهو متوفر من طائرات تخدم هذا الخط حاليا، وسنعمل على إعادة هيكلة هذا الخط؛ لأننا نتوقع نموا في الحركة البينية مع شارل ديغول، ولكن هذا الخط سيكون له الأولوية في إعادة التفكير في ما هي الطائرة الأمثل لخدمته. هناك شكاوى من عملائكم في نقص الترفيه على متن رحلاتكم، كيف تواجهون هذه الإشكالية؟ بالنسبة للطائرات 320 في درجة الأفق فيها برامج ترفيهية مميزة وأحدث الموجود في شركات العالم، وطائرات 330 فيها نفس البرامج، إضافة إلى وجود الإنترنت والهاتف الجوال، وفي طائرات 777 خدمة مميزة كذلك. هل ترى أن هذه الشكاوى غير صحيحة؟ نحن نعتمد أعتمادا كليا على ما يقوله المسافر والعميل، لإعادة النظر في خدمتنا؛ ولكن لا يوجد خدمة إلا وتوجد عليها ملاحظات، وهذه الملاحظات قد تكون جوهرية وعلى أساسها نعيد النظر في الخدمة أو نقوم بتعديلها بشكل سريع، لكن في النهاية نعمل حسب الملاحظة الموجودة، وحسب الإمكانيات المتاحة لنحدد سرعة الوصول إلى ما يرقى إليه العميل، ودائما ما نعتبر هذه الملاحظات مهمة، فهي بالنسبة لنا الطريق الذي يرشدنا لمعرفة ما يحتاجه العميل. في الأسبوع الماضي استغربتم نقد الإعلام للخطوط السعودية على الرغم من التطوير، أما تعتبرون أن نقد الإعلاميين هو إحدى نقاط الانطلاق للتطوير؟ والله إذا لم نرغب في التغيير فلن نتغير، ولذلك لن يكون هناك شيء جديد، وبالتالي سيتوقف الناس عن الحديث، ومع أي تغيير، هناك بعض الثغرات لكنها محدودة ووقتية، أنما أيضا هناك من هم ضد التغيير أو أن التغيير ضد مصالح ناس معينة، وعلى سبيل المثال لدينا في الحجز انضباط في الأنظمة تعطي أمكانية منع أي تدخلات إنسانية قد يكون غير مرغوب فيها، لكننا نرى بأن التغيير أمر حتمي؛ لأنه جزء لا يتجزء من النمو، وكذلك مواكبة الحركة والتطور في عالم الطيران، لأنه أذا بقينا على أنظمة قديمة عمرها 50 عاما والناس تملك أنظمة جديدة، فكيف سنتحاكى مع الناس من خلال التوزيع والبيع إلى آخره، لكن لدينا برامج تطور ونحتاج فقط إلى وقت؛ لأن عالم الطيران يحتاج إلى وقت، ولو أردنا شراء طائرة فيحتاج ذلك إلى وقت، ولو أردنا وضع نظام جديد أو بناء مطار فنحتاج أيضا إلى وقت، ولكن أذا وجدت الخطة والمعرفة وكان هناك قدر كبير من المستهلكين والمنتجين فسنصل إلى الهدف المطلوب، وبطبيعة الحال لابد أن نستمع ونستفيد، أما أذا سمعنا وخفنا فلن نستمر في التحسن المطلوب الذي يسير عليه الطيران.