تعد الطباعة وسيلة من أهم وسائل الاتصال الجماهيري، فهي من الأمور الحيوية والجوهرية في حياة فنوننا الإعلامية وشؤوننا الثقافية، وكذلك في مختلف النواحي التجارية والاقتصادية، وفي كثير من أمور الحياة الإنسانية، وهي وسيلة رئيسية من وسائل الاتصال العامة في عالمنا المعاصر، إذ يسرت أكبر قدر من المعارف، لأكثر عدد من الناس، في أقصر وقت من الزمن، وبأيسر السبل، ومن هذا المنطلق فإن الطباعة تخدم التقدم العالمي، والتواصل الإنساني بين الأمم، وإذا تأملنا في معطيات الطباعة لنا، فهي تبدو ظاهرة وواضحة في الكثير من المجالات التي لا تحصى. واستخدامات فنون الطباعة، في ضوء ما سبق، متشعبة ومتنوعة، سواء من خلال الصحف والمجلات، وملحقاتها من المطبوعات المصورة الملحقة بالصحف اليومية، ومختلف أنواع الكتب، بما فيها كتب الأطفال الملونة وكتيبات الرسوم الفكاهية والقصصية، ومفكرات التقويم، وأوراق المعاملات المكتبية المسطرة، وسائر المطبوعات، وكذلك وسائل الإعلام الأخرى، من البث الإذاعي والتلفزيوني، والسينما. كما تعتبر الطباعة عاملا مهما في كثير من المناهج التعليمية، وتعتمد الأنظمة التجارية الحديثة على الطباعة أيضا في العديد من العمليات، حيث تتدفق ملايين النسخ من المطبوعات يوميا من المطابع الحديثة، مثل إيصالات البيع والأوراق النقدية وشهادات الاستثمار وصكوك التأمين، وأوراق تغليف الحلوى، وعلب المشروبات، وورق الحائط، فيما يعتمد مجال الدعاية والإعلان بشكل ما على الطباعة لترويج السلع والخدمات، مثل الملصقات والمطويات والبطاقات البريدية والأعمال الفنية، وكذلك دعوات الزفاف وبطاقات الزيارة، وقوائم الشراء البريدية، وطوابع البريد، وأشياء كثيرة أخرى. وهناك قيم جمالية فنية مختلفة، يمكن ملاحظتها بسهولة في الأعمال المحفورة والمطبوعة، ولا نجدها في الأعمال الفنية الأخرى، ومنها أن الفنان يستطيع أن يحقق الملامس المتعددة التي تعطي تأثيرات فنية مختلفة؛ وذلك عن طريق استعمال وسائل متعددة، مثل الأحماض وأدوات الحفر المتعددة الأشكال، وعن طريق استخدام الأعماق والبروزات المتباينة التي تساعده في التعبير، كما أن لعوامل الصدفة التي يلحظها الفنان أثناء التنفيذ قيما جمالية، بحيث لا تتوافر تلك القيم في العديد من الفنون التشكيلية الأخرى. [email protected]