يلعب الإعلام دورا بارزا في معالجة الأحداث المختلفة، سعيا إلى حلول ناجعة تعين الإنسان للوصول إلى حياة كريمة وآمنة. ويحمل الإعلام التونسي هذه الأيام على عاتقه مسؤولية كبيرة لتحقيق هذه المعادلة بتوازن، من خلال توسيع دائرة المواكبة الإعلامية الصادقة والأمينة، للشأن العام وتوفير المعلومة الشاملة والدقيقة للمسؤولين في كافة القطاعات بما يكفل فرصة الاستماع للمواطنين ونقل احتياجاتهم إلى كافة القطاعات والإجابة عن استفساراتهم. تونس لعبت دورا محوريا في مسيرة الإعلام والسياسة العربية، وهذا يؤكد مقدرة الإعلام التونسي على التعامل مع الأحداث الأخيرة باحترافية كبيرة، استنادا إلى ثراء التجربة التونسية في هذا المجال، حيث احتضنت الاتحادات والمنظمات العربية السياسية والإعلامية، وكان منها احتضان الجامعة العربية التي قدمت إليها من بلد المنشأ مصر بسبب اتفاقية كامب ديفيد منذ العام 1977، بالإضافة إلى احتضانها ل «اتحاد إذاعات الدول العربية» الذي يعتبر من أهم الاتحادات والتكتلات الثقافية والإعلامية في العمل العربي المشترك، حيث أنشئ في تونس بتوصية من أول مؤتمر للإذاعيين العرب تحت ظل الجامعة العربية في العام 1955 لينطلق الاتحاد في فبراير 1969. وأوضح ل «عكاظ» وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد لشؤون الإذاعة إبراهيم الصقعوب «أن تعاقب القيادات الإعلامية التونسية الشقيقة على رئاسة اتحاد إذاعات الدول العربية وتجدد الثقة في المثقفين والإعلاميين هناك جعل للاتحاد موطنا في تونس الشقيقة، ودليل ذلك اعتماد إعادة انتخاب صلاح الدين معاوي في الدورة ال30 له في الخرطوم قبل نحو شهر من الآن، مديرا عاما للاتحاد لأربع سنوات بدأت في يناير الحالي وتنتهي عام 2015». وأضاف الصقعوب «ما كل ذلك إلا دليل على إدارة هذا الاتحاد العربي من جيد بفكر تونسي عربي مميز، الأمر الذي يجعلنا نطمئن على استمرارية عطائه بشكل تصاعدي، ليضيف إلى إنجازاته السابقة إنجازات جديدة». وزاد الصقعوب «يدلل على نجاحات الاتحاد صلاته المتعددة مع التكتلات الإعلامية المناظرة له بشكل دائم، ومنها استقبال مديره العام خلال نوفمبر الماضي أمين عام اتحاد إذاعات أمريكا الشمالية السيد جون هاردينغ». وعن الاتحاد يقول المستشار الإعلامي السعودي الدكتور محمد أحمد الصبيحي: «في تونس نشأ هذا الاتحاد وترعرع وسجل نجاحات كبيرة للإذاعات المسموعة والمرئية الحكومية في العالم العربي حتى إنه عندما زاحم الإعلام الفضائي الخاص نظيره الحكومي، منذ الانطلاقة الحقيقية للخاص في الفضاء العربي عام 1990، ظل هذا الاتحاد ينافس بكل قوة بدعم الدول الأعضاء ووعي القائمين عليه». وفي سياق متصل، دعا صحافيون تونسيون إلى استغلال «أجواء الحرية» لفرض مراجعة قانون الصحافة «الزجري» في تونس. وقال ناجي البغوري القيادي السابق في نقابة الصحفيين التونسيين «يجب أن نستغل الوضع الجديد لتوسيع هامش الحرية من أجل صحافة جيدة تقطع القيود الكثيرة وتبدد ترسانة القوانين الزجرية التي كانت ترزخ تحتها». ودعا خلال تجمع أقيم أمس الأول في مقر صحيفة «لا برس» الحكومية إلى «التعجيل بإلغاء قانون الصحافة .. والهياكل الرقابية الحالية»، معبرا عن مخاوفه من «أن تحصل رجعة كما شهده هذا القطاع خلال الفترة السابقة». وشدد البغوري على «ضرورة تشكيل هيئة وطنية عليا للإعلام تعتمد التعددية وتضم كل الحساسيات الفكرية والسياسية». واعتبر البغوري أن «الوقت قد حان لكي يأخذ الصحافيون بزمام الأمور لا سيما فيما يتعلق بالخط التحريري للصحيفة» الذي «طالما سيطر عليه مسؤولو الحكومة» لتحويل الصحافي إلى «مجرد ناقل للأخبار». ورأى بأن «مناقشة المنتوج الإعلامي يشكل صمام أمان في وجه الرقابة ويمنع الرجوع إلى الخلف». واعتبرت الصحافية سعاد بن سليمان أن «البقاء مكتوفي الأيدي أمام ما تشهده البلاد من أحداث خطيرة يعتبر خيانة»، ودعت إلى «الرجوع إلى العمل وإن اقتضى الأمر المكوث ليلا ونهارا في مقر الصحيفة». يذكر أن تونس أعلنت أمس الأول عن إلغاء وزارة الاتصال والإعلام.