أمهل فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في المدينةالمنورة 24 عائلة بينها أرامل وأيتام ومطلقات، حتى الخامس عشر من محرم الجاري، لإخلاء الشقق التي يقطنونها في عمارتين سكنيتين تتبعان رباطا خيريا داخل حي سكني مكتظ بالسكان وسط المدينة، وهدد الفرع بفصل التيار الكهربائي عن الشقق، بحجة رغبته في ترميم المباني. يأتي ذلك في ظل مطالبات السكان بتوفير مساكن بديلة لهم، مؤكدين عدم استطاعتهم تدبر مبالغ استئجار مساكن بديلة، وقال قاطنو الشقق إن الفرع لم يقدم لهم ضمانات بإعادتهم إلى مساكنهم بعد اكتمال أعمال الترميم التي ينوي تنفيذها خلال الأيام المقبلة. وكانت «عكاظ» تلقت شكوى من ساكني البنياتين المتجاورتين التي تعلو مدخلها لافتة رباط خيري، وتتألف كل بناية من ثلاثة طوابق و24 شقة، وتقطنها أسر فقيرة منذ عشرات السنين، وطالب السكان في الشكوى بالوقوف إلى جانبهم ضد قرار فرع الوزارة، وأكدت أم محمد، وهي أحد سكاني الرباط، أنها لا تستطيع الانتقال إلى أي مكان آخر ولا يوجد لديها أي دخل يؤمن لها مسكنا بديلا، واشتكت كذلك من توقيت طلب الوزارة بالنقل الذي يتزامن مع الدراسة. وقالت سيدة أخرى تعول ثلاثة أيتام وتقطن شقة صغيرة في البناية: إن فرع الأوقاف رفض مقترحا تقدم به سكان العمارتين، وهو أن تقيم كل أسرتين في شقة واحدة إلى حين الانتهاء من ترميم إحدى البنايتين ومن ثم الانتقال إلى الأخرى حتى ينتهي ترميم الأولى، إلا أن إدارة الفرع والحديث للسيدة رفضت هذا المقترح وطلبت منهم الإخلاء فورا لتمكين المقاول من تسلم العمارة وترميمها. وقال السكان إنهم تقدموا بشكوى إلى إمارة المنطقة في هذا الخصوص، في حين حزمت العديد من الأسر حقائبها خشية منح الأوقاف الضوء الأخضر للجهة المختصة بفصل التيار بعد انقضاء المهلة التي تنتهي الإثنين المقبل. وحول هذا الوضع قال ل «عكاظ» مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في منطقة المدينةالمنورة الدكتور محمد بن الأمين محمد الخطري أن إدارته تتفاهم مع إمارة المنطقة حول هذا الموضوع، وأكد: «لا ينبغي للصحافة تناول هذه القضية كي لا تصبح نتائجها عكسية».