دعا وزير الخارجية الروسي السابق يفجيني بريماكوف إلى وضع خطة جديدة لعملية السلام تحل محل خريطة الطريق، وذلك ضمن وقائع مؤتمر دولي عقد في مالطا لبحث ودراسة السيناريوهات الكفيلة بتسوية النزاع في الشرق الأوسط، بمشاركة خبراء ودبلوماسيين من روسيا، الولاياتالمتحدة، بريطانيا، إسرائيل، وعدد من الدول العربية. ورأى المشاركون أن عدة عوامل خارجية وداخلية لا تسمح بإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي في الوقت الراهن، خاصة وأن الحكومة الإسرائيلية تسعى للمحافظة على الوضع القائم. ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية التي ترعى المؤتمر، أن من بين السيناريوهات المطروحة إقدام الفلسطينيين على إعلان قيام دولتهم دون التنسيق مع إسرائيل. ويفترض أن تتضمن الخطة المطلوب وضعها تنشيط لجنة الوساطة الدولية الرباعية وإشراك الدول الإقليمية الرئيسة، الصين، والهند في رعاية عملية السلام. وقال المؤتمرون أنه لا يمكن تحريك عملية السلام على المسار السوري في ظل استمرار النزاع الفلسطيني الإسرائيلي لأن دمشق لن تترك الفلسطينيين يواجهون إسرائيل وجها لوجه. وأيد ممثلو العالم العربي اقتراح بريماكوف، مشيرين إلى أن الراعي الأمريكي لم يتمكن من تحريك عملية السلام بشكل انفرادي. ومن هنا، فإن الضرورة تقتضي استئناف العمل الجماعي والاستعانة بدول أخرى ذات صوت مسموع كتركيا والهند. ويرى بريماكوف ضرورة أن تكون الملامح الأساسية للخطة الجديدة على النحو التالي: مبادلة أجزاء صغيرة من الأراضي، تقسيم القدس، وإحقاق حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة بعد إقامة الدولة الفلسطينية، أي أنهم سيعودون إلى أراضي الدولة الفلسطينية، واتخاذ التدابير الكفيلة بصون أمن الدولتين. ولا يستبعد بريماكوف إمكانية إقامة كونفيدرالية فلسطينية أردنية في مرحلة مقبلة. وقال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إنه يرى أنه من الضروري أن يجري تحريك عملية السلام على مسار إنساني أيضا، حتى يصار إلى تحقيق المصالحة بين الشعوب أيضا وليس بين السياسيين والدبلوماسيين فحسب.