من المؤكد أن الصحفيين السعوديين، ارتاحوا لما أعلنه رئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين (الأستاذ تركي بن عبد الله السديري ) من أن وزير الثقافة والإعلام (الدكتور عبد العزيز خوجه) «أبدى تفهمه لتوفير مزايا أكبر للصحفيين المتفرغين، وأن لا تكون وظيفة الصحفي مجرد وظيفة» (صحيفة الحياة، 24 ذي الحجة 1431ه، ص 35). ولعل هذا التفهم من الوزير «خوجه» يعني بالضرورة توفير مزايا مماثلة للإعلاميين السعوديين، المتفرغين للعمل في الإذاعة والتلفاز، فهم ليسوا مجرد موظفين عاديين، يأتي بعضهم إلى عمله الساعة الثامنة صباحا، ويغادر الساعة الثانية ظهرا، بعد أن شرب فناجيل من القهوة والشاي، وقرأ عددا من الصحف مجانا، ثم عاد إلى منزله لتناول الغداء، وبعدها يسلم جفنيه لنوم القيلولة، حتى إذا استيقظ أخذ أبناءه، وأحفاده للتنزه على الشواطئ، أو في البراري، ومن ثم يعود إلى منزله، لا يوقظه من سباته هاتف، يسأله عن معلومة، أو يطالبه بالتوجه فورا إلى: مقر الصحيفة، أو أستديوهات الإذاعة والتلفاز. الإعلاميون السعوديون، صيغة إعلامية حضارية للحاضر والمستقبل، يرتكز عليها نموذج عربي إسلامي أصيل للإعلاميين السعوديين المعاصرين، فواقعهم وتطورهم، سواء في الإذاعة، أوالصحافة، أو التلفاز، يتطلب خططا وبرامج فاعلة، فهم يسيرون أعمال وسائل الاتصال السمعي، والبصري، وينشرون ما يعزز الوحدة الوطنية، ويعملون بتصميم وإصرار على حمايتها بوصفها: هوية، وحضارة، وخصوصية، يحملون رؤوسهم على أيديهم، دفاعا عن الوطن وهم مرتاحون، كل ذلك يفرض اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تبني برامج إصلاحية، قادرة على مواجهة الاختراق الإعلامي الثقافي الخارجي، والنزوع نحو نهضة إعلامية ثقافية سعودية، يكون محركها الأساس التجديد من الداخل. مساواة الإعلاميين السعوديين المتفرغين للعمل في الإعلام المسموع، والمرئي، مع نظرائهم في الإعلام السعودي المقروء، ضرورة إعلامية واجتماعية حيوية، تعزز الإعلام الصحفي، والسمعي، والبصري السعودي، وتصب في نهر واحد هو: نهر الإعلام، وارتفاع مستوى منسوبه، وتغليب الكم على الكيف، فلم يعد الإعلام اليوم «مجرد حلية تمنح صاحبها نوعا من الوجاهة، بل الإعلام اليوم كالنهر، الذي إذا لم ترتو منه مختلف العناصر البشرية، جفت ينابيعه، وانقلبت ساحاته إلى صحارى، لا ينبت فيها غير اليابس من الأعشاب، والشائك من الشجر». [email protected] فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة